نشطت الأوركسترا السيمفونية الوطنية، الخميس المنصرم، حفلا موسيقيا ساهرا بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، بقيادة المايسترو السوري ميساك باغبودريان، ومشاركة أصوات سوبرانو وتينور دمشقية وإيطالية. جدد عبد القادر بوعزارة، مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية، لقاءه بجمهور الفن الراقي واللحن المكتوب على وتر إحساس البشر بريتم الطبيعة والحياة.. في حفل نظم تحت رعاية وزيرة الثقافة، وسينتقل إلى مسرح مالك حداد بقسنطينة، ليمتع الناس بمزيد من المقطوعات العالمية الشهيرة. كما تجدد الموعد مع المايسترو السوري ميساك باغبودريان، الذي كان في الجزائر منذ أشهر قليلة فقط، في إطار المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية في طبعته الخامسة، حيث نشط بدوره حفلا رفقة مجموعته المميزة التي حصدت تصفيقات الجمهور. ميساك وبوعزارة ثنائي قرر الاشتغال معا من أجل مشروع فني واسع الأفق، يحمل في طياته أصواتا من العالم كله، وتحت راية الأوركسترا الوطنية تمتد جسور التعاون والشراكة الفنية.. كما هو الحال بالنسبة لسهرة الخميس المنصرم، حيث حضرنا مرور السوبرانو السورية المميزة تالار دكرمانجيان، والتينور الإيطالي فابيو أندريوني.. صوتان لا يقلان قوة عن أية آلة وترية أو نحاسية أوإيقاعية كانت حاضرة على خشبة بشطارزي، صوتان أطلقت حبالهما مساحات واسعة للإلقاء المتوازن والأداء المستقيم، والحضور الجميل على المنصة. سويعة من السفر في سطور كتبها فيردي حينما ترجم "قوة القدر" و«ريغولاتو"، وكذلك كان الحال مع بوتشيني. الموسيقى السيمفونية متصالحة مع كل الأصوات الممكنة في هذا العالم، والموسيقى العربية بروحها الآسرة الباعثة إلى مستويات عليا من الإحساس، كانت حاضرة في البرنامج المسطر من قبل بوعزارة وميساك، والبداية كانت مع الإخوة الرحباني، ومعهم عاد صوت فيروز إلى الذاكرة ونايها الذي غنى الحب الأبدي للبنان وجبالها. وفي الجزائر توقفت الآلات ووقعت مرورها وأدت "يا مرحبا باولاد سيدي" من التراث القسنطيني الشهير، الذي كلما أصغيت إليه تنتابك رغبة في الانطلاق. أما مع "عاشق ممحون"، بفضل رشيد صاولي الذي أبدع في عمله هو الاخر، تذكرنا الحاج الفرڤاني وحمدي بناني وكل الملتزمين بفن المالوف الأصيل.