بادرت الأوركسترا السيمفونية الوطنية كجاري عادتها إلى تنظيم حفل موسيقي ساهر بقيادة الموسيقار السوري الذي أعتاد عليه الجمهور " ميساك باغدوداريان" ، سهرة أول أمس بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي الذي امتلأ عن آخره رغم البرد القارس وتساقط المطر ، في جو امتزجت فيه الموسيقى العتيقة مع الأنغام الشرقية. و قد شمل برنامج السهرة الذي استمتع الجمهور به كثيرا مختارات موسيقية عالمية ألفتها أسماء كبيرة وشهيرة في عالم الموسيقى الكلاسيكية المترامي الأطراف فكانت الافتتاحية بمعزوفة " قوة القدر ل" ج .فاردي ". تلتها فقرة أدت فيها السوبرانو السورية " تالار ديكرمانجان" بأدائها لأغنية " مادام بيترفاي" ل ج. بوتشيني و " بنات كاديكس" للمؤلف ل.ديليب. و من بين هذه القطع الموسيقية التي أدها الجوق السيمفوني الوطني بكل وفاء تلك التي ألفها جيوسيبي فيردي و جياكومو بوتشيني و الإخوة رحباني و رشيد صاولي و غيرهم. كما أبهرت مؤدية الأغاني الكلاسيكية الشهيرة تالار ديكرمانجان رفقة فابيو أندريوتي من خلال أداء مقطع " لا ترافياتا دي فيردي". كما أدت أغنية " أعطيني الناي وغني" للمطربة فيروز من شعر جبران خليل جبران بطريقة أوبرالية فأبدعت فيها تالار ديكرمانجان بأدائها لهذه الأغنية. وقد أبدع وأمتع الاثنان التينور الايطالي " فابيو أندريوتي "والسوبرانو السورية في أدائهما ل" كون تو بارتيرو" أو " معك من.. " الشجية التي فيها لوعات الفراق وحزن القطيعة . كما تم تأدية مقطوعة رقصة " الفالس التنكرية" ل " أ خاتشاتوران ". و قدمت أيضا "المسيرة السلافية " ل ب تشايكوفسكي . كما تابع الجمهور بأنغام الموسيقى الجزائرية التي ارتقت إلى مصف العالمية من خلال أغنية " مرحبة بأولاد سيدي" التي أدخل عليها رشيد صاولي تعديلات متبوعة ب " عاشق ممحون" بإيقاع " زندالي" . للإشارة فان الحفل حضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي ووالي الولاية عبد القادر زوخ . جدير بالذكر أن الموسيقار ميساك باغدوداريان الذي ولد سنة 1973 بدمشق درس العزف على آلة البيانو و الجوق الموسيقي قبل حصوله على شهادة المدارس الكبرى للموسيقى في سوريا و فلورانس (ايطاليا) أين اختص في قيادة الجوق مما جعله يعين على رأس الجوق الموسيقي أمادويس لفلورانس. و بعد تعيينه في سنة 2003 (سنة عودته الى سوريا) على راس الجوق السيمفوني السوري نشط باغدوداريان الكثير من الحفلات بعدة مدن عربية. و بالجزائر شارك الموسيقار في المهرجان الثقافي الدولي ال5 للموسيقى السيمفونية الذي نظم من 12 الى 19 سبتمبر 2013 مع فرقة الآلات النافخة للجوق السيمفوني الوطني لسوريا. و يذكر أن الجوق السيمفوني الوطني الذي تاسس سنة 1992 قد تم اعادة بعثه في سنة 1997 تحت اشراف الموسيقار عبد الوهاب سليم الذي توفي يوم 26 نوفمبر 1999 علما أن هذا الجوق الذي يضم حاليا حوالي 24 موسيقارا يقوده منذ سنة 2001 المايسترو عبد القادر بوعزارة. و للعلم فان الجوق السيمفوني الوطني و باشراف المايسترو السوري ميساك باغدوداريان سيحي اليوم السبت حفلا بمدينة قسنطينة يتضمن نفس البرنامج.