فجعت الساحتين المصرية والعربية صباح امس الثلاثاء برحيل الشاعر المصري الكبير، احمد فؤاد نجم، المعروف ب " الفاجومي" عن عمر يناهز 84 عاماً. وذلك بعد صراع طويل مع المرض. والأنظمة الحاكمة طوال حياته . حيث ظل يخوض معاركه السياسية والثقافية. حتى اخر لحظة من عمره . وهي الحروب التي قادته إلى السجن أكثر من مرة، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر و حتى وصول حسني مبارك للسلطة. فيما تميزت فترة انور السادات بالعداء الكبير والاصطدام بينه وبين السلطة . و اكتسب "نجم " شهرة إقليمية ودولية بعد الثنائي الذي شكله مع الشيخ إمام الذي غنى قصائده السياسية، وذلك بعد تعارفهما في حارة "خوش قدم" الشعبية، وسكنهما معا لفترة أصبحا فيها أشهر ثنائي غنائي ضمن صفوف الحركات اليسارية والقومية في المنطقة، وخاضا معا تجربة فنية وسياسية فريدة قضيا بعضا منها في المنفى . وقد أقام نجم بالجزائر لفترة محدودة وتزوج بالممثلة الجزائرية سكينة ميكوي المعروفة ب ( سونيا) . قبل ان ينفصلا . وهو من مواليد قرية "كفر أبو نجم" بمحافظة الشرقية، ويعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر رغم إقامته لسنوات في غرفة فوق السطوح بحي "بولاق الدكرور" الشعبي بالقاهرة، وقد اختارته المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء، وظل يحمل اللقب طوال العقد الماضي. وعرف نجم بلقب "الفاجومي" وهي كلمة عامية مصرية تصف الشخص الذي يعتمد النقد اللاذع وسيلة للتعبير، وقد استخدم بنفسه هذا التعبير في عنوان مذكراته. وتزوج نجم أكثر من مرة، وابنته نوارة نجم تعتبر من بين أبرز الناشطين السياسيين في مصر خلال السنوات الأخيرة. وكان نجم قد دخل خلال مراحل مختلفة من حياته بمواجهات مع القوى السياسية والفنانين المصريين، ساخرا من ممارسات بعضهم بأسلوبه الشعري القوي، وقد عرف بمعارضته للرئيس جمال عبد الناصر رغم رثائه له لاحقا في قصيدة، كما عارض السادات و حسني مبارك، وكذلك خلفه محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، ما جعله على مرمى نيران مؤيدي تلك الأنظمة المتعاقبة . من أبرز مؤلفات نجم قصائد مثل "يعيش أهل بلدي" و"هما مين واحنا مين" و"كلب الست" و"نيكسون" و"بابلو نيرودا" و«تذكرة مسجون" و«شيد قصورك" وهي بمعظمها قصائد غناها الشيخ إمام خلال سنوات شراكتها.وشهدت حياة "نجم" صخبا عاليا وصدامات متعددة مع عدد من شعراء عصره، وقد كان اغلبهم يصفه بالصدامي حيث لا يتوارى عن قول رأيه صراحة في شخصية ونتاج رفاقه . وهو ما جعله يدخل في "حروب صغيرة" لفترات طويلة مع "الابنودي" و "سيد حجاب" وغيرهم من شعراء العامية، كما هاجم كتاب وصحفيين كبار امثال " محمد حسنين هيكل " . الا ان الفترة الاخيرة من حياته شهدت نوعا من المصالحات بينه وبين بعض ممن يعتبرون من خصومه . وعلى رأسهم الشاعر سيد حجاب، حيث عقد الناشر محمد هاشم ( صاحب دار ميريت) في العام الماضي جلسة صلح بينهما لينهي خلافا حادا استمر لسنوات . قبل ان يظهرا سويا في عدة مناشط وحصص تلفزيونية لاحقا كما شهدت شهاداته حول رفيقه الشيخ امام. نوعا من الهدوء بعد ان كان لفترة طويلة يشن هجوما كاسحا ضده حتى بعد وفاة امام . . وهو ما جعل الكثير من المتابعين يربطون بين تقدم "نجم" في السن وبين صفات التسامح العالية التي أضحت تلازمه . بل انه وفي احدى الحصص التلفزيونية تمنى لو يلتق "امام" في الآخرة .. فهل رحل الفاجومي لرفيقه. وتعليقًا على وفاة «الفاجومي»، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي للتدوينات المصغرة «تويتر» إلى دفتر عزاء حدادًا على «الفاجومي»، بعد رحيله، فودّعه أهل الفن والشعراء والكتاب والفنانون، حيث قال السيناريست المصري والصحفي بلال فضل علي حسابه الشخصي على تويتر « الله يرحمك ياعم أحمد في الجنة ونعيمها إن شاء الله». فيما قال الشاعر عبد الرحمن يوسف،( ابن القرضاوي) «رحم الله قيثارة مصر الاستاذ أحمد فؤاد نجم.. عزائي لاسرته ولمحبيه ولمصر كلها»، بينما كتب الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي: «أحمد فؤاد نجم ستظل تزعجهم من هناك، الوداع يا صاحبي». ومن جانبه، قال الإعلامي معتز مطر في نعيه على تويتر، «أحمد فؤاد نجم ينتقل إلى رحاب الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا نقول إلا ما يرضى ربنا.. وإنا لفراقه لمحزونون». وقالت الإعلامية بثينة كامل «ياحبيبي يانجم.. الزمن الجميل بيتسرسب من بين أيدينا بس أنت حتفضل موجود بيننا على الدوام فكل لحظة تغيم الدنيا علينا حنرجعلك تهدينا بنورك». وعلقت الناشطة أسماء محفوظ، على نبأ وفاة «الفاجومي» قائلة، «إنا لله وإنا اليه راجعون.. البقاء لله عم أحمد فؤاد نجم في ذمة لله ربنا يرحمه يا رب ويثبته ويصبرنا كلنا» ومن جانبه، قال الناشط السياسي، مايكل عادل، «هتقوللي بتشكي أومال من إيه؟ ولا من أوجاع ولا شوق لمتاع.. ده أنا عمري إن ضاع مش هبكي عليه أبدًا يا طبيب»، «مع السلامة يا عم نجم».