في تصعيد يعد سابقة في تاريخ العلاقات الجزائرية المصرية، استدعت الحكومة المصرية سفيرها لدى الجزائر لأمر قالت أنه ل ''التشاور''، كما استدعت عبد القادر حجار سفير الجزائربالقاهرة لإبلاغه مذكرة احتجاجاً شديد اللهجة على ما تزعم أن ''الاعتداءات التي تعرض لها مصريون على أيدي مناصرين جزائريين''، ويبدو أن السلطات المصرية تسعى جاهدة لافتعال أزمة دبلوماسية مع الجزائر من خلال هذا التصعيد· وفي ردة فعل على حملة التشهير والتشويه الإعلامي، استدعت وزارة الشؤون الخارجية، أمس، سفير مصر بالجزائر، وأبلغه وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي ''عدم فهم'' السلطات الجزائرية و''انشغالها العميق'' أمام تصاعد الحملة الإعلامية في مصر · وأوضح بيان للخارجية، أن مدلسي عبر عن أمله في أن يوضع ''على الفور'' حد لهذه الحملة ''التي لا تخدم مصالح البلدين ولا الشعبين''· وذكر الوزير حسب الوثيقة بأن الجزائر ''اتخذت كل الإجراءات لتهدئة الوضع'' قبل وخلال وبعد مقابلتي كرة القدم، وأقامت ''جهازا أمنيا مدعما قصد ضمان أمن الرعايا المصريين وممتلكاتهم في الجزائر''· وكانت اتهمت الخارجية المصرية على لسان ناطق باسمها، بأن السلطات الجزائرية ''سعت إلى إبقاء الفتنة مشتعلة'' خلال الأيام الأخيرة· ويأتي هذا الموقف في وقت تسعى فيه القاهرة إلى إعطاء بعد آخر لسير الأحداث، تشتم منه رائحة نوايا مبيتة للتصعيد، حيث تناقلت وكالات الأنباء ''عقد كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين المصريين اجتماعات متواصلة لدراسة سبل التعاطي مع تداعيات الأزمة مع الجزائر''· من جهة أخرى، واستدعت وزارة الخارجية سفير مصر في الخرطوم وأبلغته احتجاجها على الاتهامات التي تناقلتها وسائل الإعلام المصرية التي راحت تكيل التهم والإهانات وأقبح الأوصاف للحكومة والشعب السوداني· وسبق وأن نفى مسؤولون اتهامات مصرية بأن قوات الأمن قصّرت في حماية مشجعي ''الفراعنة''· وبدا السودانيون غاضبين من تصريحات لمسؤولين مصريين قالوا إن الرئيس حسني مبارك اتصل بالرئيس البشير لإبلاغه بضرورة حماية المشجعين المصريين الذين ادعوا تعرضهم لاعتداءات جزائرية في الخرطوم، وأنه قال إن مصر مستعدة لتولي هذه المهمة بنفسها إذا لم يتمكن الأمن السوداني من القيام بها· وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، معاوية عثمان خالد، ''بدل أن يتم التأكيد على كل ما قام به السودان في هذه المباراة من استقبال وإيواء نحو 25 ألف شخص وضمان الأمن، نشرت وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة''·