لم تشمل زيارة عبد المالك سلال الوزير الأول، إلى وادي سوف أكثر من سبع محطات، لكن محطتين منها على الأقل، كانتا كافيتين لصناعة الحدث الحكومي للزيارة. الأولى عندما نزل وفد الوزير الأول عند رجل المال والأعمال جيلالي مهري بمنتجعه السياحي الفريد من نوعه بكافة مناطق الجنوب الجزائري، والمحطة الثانية هي لدى لقائه بالمجتمع المدني السوفي، الذي أعلن دعمه لعهدة رابعة لرئيس الجمهورية، حذوا بولايات خنشلة، أم البواقي والشلف وغيليزان. بعد أن دشن الوزير الأول محطة النقل البري لمنطقة جامعة وزيارته لمركب حفظ التمور بقمار ومشروع الري واستعمال طاقة الحرارة الأرضية لزرع مختلف النباتات، وتدشين مستشفى جزائري كوبي لطب العيون، نزلت "الحكومة" بالمنتجع السياحي "الضاوية"، المحاذي لمشروع آخر وشبيه اسمه "الغزال الذهبي"، لصاحبه الجيلالي مهري، حيث كان مقررا لقاء بين الوزير الأول ومستثمري الولاية. وقد ظهر الوفد الحكومي منبهرا بإنجاز الجيلالي مهري بمنتجع الضاوية لما يحتويه من خيم رئاسية وقصور صغيرة وسط واحات غناء وكثبان رملية تقترب كثيرا من نماذج القرى السياحية لشرم الشيخ المصرية. وخلال اللقاء تبادل مجمع مهري والحكومة عبارات التقدير والاحترام لمنجزات بعضهما البعض، حيث قال مهري "إن زيارتكم للولاية تشجيع للاقتصاد والتنمية وأنتم تبذلون مجهودات جبّارة في ذلك فأنتم مشكورون"، ورد الوزير الأول باسم الحكومة "لا شك في أن استثمارات مهري مكسب كبير للجزائر وسياحتها". أما بالنسبة للمستثمرين الذين طرحوا مشاكل البيروقراطية والغلاء الفاحش للعقار وعدم توزيع الأراضي من طرف الدولة منذ 1994، قال سلال "دورنا أن نذلل لكم الصعاب ونسهل الأمور مقابل مجهودات أكثر لعصرنة البلد" ولدى لقائه المجتمع المدني، قال سلال "الاستقرار كنز ثمين لأن فاتورته فتنة، وهي فاتورة باهظة ومؤلمة"، أما على الصعيد الأمني فقال "أمن واستقرار دول الجوار من أمننا، الجزائر لا تريد خلق المشاكل لأي بلد مجاور ولكن من يمسنا فليعرف قدره". وعلى صعيد تنموي، قال الوزير الأول "الجزائري يقيس تقدم وطنه بمعيارين، الشغل والسكن ولهذا وجهت الحكومة جهودها في تلبية مطالب المواطنين إلى صيغ عدل والريفي والاجتماعي وتوجيه الاقتصاد نحو محاور خلاقة للثروة وتشغيل الشباب عبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة". وللسوفيين، أضاف "جئنا لمعاينة مدى نجاعة آليات التنمية وتحديد العراقيل، ومحاربة المحسوبية وديكتاتورية البيروقراطية، ولإزالتها دخلنا حربا تتطلب وقتا كبيرا وصبرا، ولزام علينا خوضها بدون رجوع إلى الوراء لأن البيروقراطية أصبحت ثقافة لدى الجزائريين والجزائريات"، مجددا قوله بأن مستقبل الدولة مرهون بقدرتها على ضمان أمنها الغذائي الذي يعني بالضرورة الاكتفاء الذاتي وذلك بجعل الهدف من ورائه التصدير واختراق الأسواق الأجنبية، داعيا إلى "وجوب أن تلعب وادي سوف دورها السياحي والفلاحي الكبير، ووزير السياحة مطالب بإعطاء نفس جديد للقطاع بولايتكم لأن تاريخها ومجتمعها الصغير مرتبط بها". وتوجه برسالة للشباب قائلا "يجب أن تكونوا فخورين بوطنكم ولا تفقدوا أبدا الأمل في المستقبل بالجزائر، لأنه سيكون مزدهرا لا محالة ونحن لا نوزع الأموال عشوائيا كما يقال، بل هذا مبرمج والأمر واضح في مخططات الدولة". وانتهى الوزير إلى القول بأن مستوى الجزائر للمعيشة ارتفع عندما صرح "استهلاك الوقود والطاقة والغاز تضاعف من مرتين إلى ثلاث مرات وهي مؤشرات على تطور المستوى المعيشي للجزائريين وهو استهلاك قريب من مستوى استهلاك إسبانيا بأوروبا ويعادل استهلاك 3 أضعاف ما يستهلكه المغرب". مبعوث "الجزائر نيوز" إلى وادي سوف: عبد اللطيف بلقايم