أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أهمية عامل الاستقرار في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن قناعة أصحاب القرار في الجزائر بهذا المعطى تتجاوز الاستقرار الداخلي الى استقرار جيرانها، إيمانا منها أن أمن جيرانها من أمنها والعكس صحيح، فيما قال أن سياسة المسالمة قابلة لأن تتحول إلى النقيض مع من يفكر في التطاول. وردا على انتقادات بعض الأطراف المتعلقة بالبرامج الإضافية والأغلفة المالية المعلنة بالولايات التي نزل بها في زيارات عمل، قال "لسنا بصدد توزيع أموال ولا هم يحزنون، هي أموال تؤطرها مخططات تنموية، ليس لدينا ما نخفيه، أمرنا واضح نيتنا صافية وتوجهاتنا أعلناها أمام الجميع"، مطالبا الجزائريين بوضع الثقة في حكومتهم، واختصر الحديث بالقول "قادرين على شقانا لسنا أهل كذب". وكشف الوزير الأول، في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاحه لقاءه مع فعاليات المجتمع المدني، بولاية الوادي التي تعتبر الولاية ما قبل الأخيرة في الولايات الجنوبية، مجموعة من المؤشرات قال أنها دليل الحكومة على أن مستوى معيشة الفرد الجزائري تحسنت، مؤكدا أن الجزائر خطت خطوات جبارة في مجال التنمية المحلية والمشاريع الكبرى، وفضل أن يركز على استهلاك الجزائرينن من الطاقة، فقال أن استهلاك الجزائريين من الكهرباء 40 بالمائة، خلال 5 سنوات، كما تضاعف استهلاكه للغاز الطبيعي بمرتين خلال السنتين الأخيرتين. سلال الذي رصد غلاف مالي إضافي تجاوز 24 مليار دينار لتغطية، البرنامج الإضافي. وأوضح الوزير الأول قائلا "لسنا بصدد المزايدات غير المؤسسة على الجزائريين بل هي حقائق مبنية على معطيات حقيقية، فضلنا أن نطلع المواطن عليها حتى يتجاوز اليأس ويأمل في غد أفضل، ويفتخر بإنتماءه"، وهنا فضل سلال أن يعطي جرعة مركزة لمستمعيه، عندما قال بعبارة عامية "رانا قادرين على اشقانا، ومرناش كذبين عندما نأمل في نمو إقتصادي وشيك". ووجه سلال رسالة إلى الجزائريين مفادها أن الحكومة تعلم جيدا أن المواطن البسيط يحكم على الإنجازات ومدى النجاح والفشل، من خلال ما يعيشه وما يراه بعينه المجردة، خاصة ملفين هما الشغل والسكن، مؤكدا أن الجهاز التنفيذي يعي ذلك جيدا وسيتعاطى مع هذين المطلبين الاجتماعيين باستجابة أكبر من خلال مشاريع وصيغ مختلفة، ضاربا مثلا برفع قدرات إستيعاب برنامج عدل السكني ومراجعة بعض الإجراءات المتعلقة ببعض الصيغ السكنية الأخرى وتطوير الدعم العمومي لآليات التشغيل، مؤكدا أن تلبية هذه المطالب ستصاحبها مواصلة دعم الشباب الراغب في الإستثمار في المجالين الفلاحي والصناعي وحتى المجال السياحي إذا أراد ذلك، مؤكدا أن الأغلفة المالية المرصودة والبرامج الإضافية التي أصبحت محطة إنتقادات ترمي إلى تحسين مستوى عيش المواطن الجزائري وجعله يشعر بذلك. وعند الحديث عن ملف الاستثمار، أطلق سلال جملة انتقادات للعقبات والعراقيل التي تواجه انعاش الإستثمار، وذكر منها البيروقراطية والتعقيدات الإدارية وقال أنها العدو الذي يجب محاربته، ووصف البيروقراطية بالديكتاتورية التي أصبحت ثقافة راسخة عند الجزائريين والجزائريات. وأكد أن التحرر من أغلال ديكتاتورية البيروقراطية، سييسر طريق إنعاش الاقتصاد بجناحيه الصناعي والفلاحي وتحقيق الإنتاج والتصدير واختراق الأسواق الخارجية، وقال فيما يشبه الضمانات "نحن عازمون على دعم الشباب الراغبين في الإستثمار في المجال الفلاحي بكل ولايات الوطن والصناعة هي المحور الثاني في استراتيجياتنا وإعادة بعثها وترقية العلامات المسجلة كصناعة جزائرية هدفنا، ويجب أن تكون مرادفا للجودة والتنافسية.