المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد امرأة من حديد، فرضت وجودها في عالم معروف بصعوبة اختراقه حتى على الرجال، من أبرز مهندسي العصر تركت بصمتها المزاوجة بين الحداثة والفخامة في معاقل الموضة والفن والرياضة والصناعة. من أهم تصاميم زها الجديدة الملعب الأولمبي في لندن ومتحف الفن الحديث في جامعة ميتشغان الأمريكية ومركز روزنتال للفنون المعاصرة في أوهايو ومحطة سكة حديد نوردبارك وجسر في سراغوسا الإسبانية ووضعت حجر الأساس لتشييد "البرج الحلزوني" الإسباني الذي استلهمته من البيئة العراقية. وثّقت كتب عالمية إنجازاتها التي تبدو من الخارج تحفاً منفصلة عن الواقع بإنسيابية هندسية مدهشة. ولدت المهندسة زها حديد في بغداد في 31 أكتوبر 1950 وهي ابنة وزير المالية العراقي الأسبق محمد حديد ،درست المرحلة الثانوية في بغداد، ودرست الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1971، ثم سافرت إلى لندن عام 1972 لدراسة الهندسة المعمارية في الجمعية المعمارية التي تخرجت منها عام 1977، وعملت بعد تخرجها في مكتب "عمارة متروبوليتان". مع أستاذها المهندس الهولندي المعروف ريم كولهاس Rem Koolhaas الذي قال عنها: "إنها كوكب في مداره الخاص، لكنها لم تستمر طويلا معه وقامت بفتح مكتب خاص لها عام 1980. في البداية لم تجد شركات مقاولات تنفذ تصميماتها المعمارية التفكيكية وأشكالها الجريئة، وحصلت تصميماتها على العديد من الجوائز لكن لم يتم تنفيذ أي منها. ثم أقامت معرضها الأول عام 1983 بالجمعية المعمارية والذي فتح لها المجال للاشتراك في المعارض العالمية. وبعد العديد من المشروعات الصغيرة ومنها التصميم الداخلى لمطعم Moonsoon بمدينة سابورو باليابان، كان أول مبنى يشيد من تصميمها هو محطة الإطفاء لمصنع الأثاث Vitra في مدينة فايل أم راين بألمانيا. وفي عام 1994 تم اختيار تصميم جديد لها لدار الأوبرا "Cardiff Bay" في ولاية ويلز البريطانية وكان تصميمها غير تقليدي، حيث كانت به زوايا حادة، ومساحات داخلية تتداخل مع بعضها البعض، وفي عام 2002 فازت بمسابقة التصميم الأساسي لمشروع "ون نورث"في سنغافورة، وفي عام 2005 فازت بمسابقة تصميم كازينو مدينة بازل في سويسرا. دخلت تاريخ فن الهندسة المعمارية من أوسع أبوابه، حين حصلت على جائزة بريتزكر للعمارة سنة 2004، وهي بمثابة جائزة نوبل للعلوم والآداب، لتكون أول امرأة تفوز بها في العالم. اختيرت "زها" من بين أشهر ثلاث شخصيات في بريطانيا سنة 2012 من طرف وسائل الإعلام البريطانية، كما اختيرت العراقية زها حديد لتطوير ملعب طوكيو الأولمبي لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية عام 2020، المشروع المقترح من المعمارية العراقية، يقوم على تطوير الملعب الجديد بسقف مغطى وبتوسيع مدرجاته لتستوعب 80 ألف متفرج بكلفة تبلغ1.26 مليار دولار. وبحسب الدراسة التي قدمتها زها حديد، فإن الملعب قد يكون جاهزاً لاستضافة المنافسات الرياضية في عام 2018 ومن ثم يستضيف كأس العالم للريغبي في 2019.