شهد، أول أمس الخميس، عدة محاولات للانتحار حرقا من طرف مواطنين في بعض الولايات، وكانت بلدية "تازوغاغت"، على بعد 10 كلم من عاصمة ولاية خنشلة، مسرحا لإحدى هذه المحاولات وفق ما أظهرته صور فيديو تم تداولها على نطاق واسع عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك". أظهرت الصور هذا الشاب، في حدود الثلاثين عاما، وهو يشعل النار في نفسه فوق مبنى الأمن الحضري في هذه البلدية قبل أن يفقد توازنه ويسقط من على علو حوالي أربعة أمتار، حيث هرع المارة بعد ذلك إلى محاولة إنقاذه وتمكنوا من إطفاء النيران التي اشتعلت في ملابسه، حيث بدا الشاب محافظا على وعيه، لكنه أصيب بحروق في الوجه حسب شهود عيان، وقد نقل الشاب المشار إليه إلى مستشفى باتنة وهو الآن موجود في حالة حرجة. وقبل ذلك، وفي نفس اليوم دائما، حاول ثلاثة عمال من مصنع الإسمنت في "أوغاز" ولاية معسكر، الانتحار حرقا على مستوى المصنع التابع لشركة "لافارج" وذلك قبل تمكن قوات الأمن، التي تدخلت بكثافة، من السيطرة عليهم، وقد حاول العمال الثلاثة اللجوء إلى الانتحار بهذه الطريقة تنديدا بتسريحهم من العمل الذي اعتبروه تعسفيا، حيث تم إيقافهم بعد ذلك ووضعوا في الحبس الاحتياطي. وأكدت أوساط إعلامية أن العمال الثلاثة جرت معاقبتهم لنشاطهم النقابي، حيث علقت الإدارة مهامهم بحجة تكرار "محاولاتهم منع العمال من الدخول إلى المصنع"، للإشارة كانت مدينة خنشلة قد شهدت، في جويلية الماضي، احتجاجات عنيفة بعد محاولة شاب ثلاثيني الانتحار حرقا بعدما منع من طرف الشرطة من ممارسة نشاطه كبائع خضار متجول، وقد أشعل الشاب النار في نفسه داخل مقر الأمن الولائي في خنشلة، بعد أن رفضت مصالح الأمن الولائية الموافقة على طلبه باسترجاع سلعته المحجوزة، ما أفضى إلى وفاته بعد ثلاثة أيام من ذلك، وقد استدعت هذه الحادثة قيام مصالح المديرية العامة للأمن الوطني بإيفاد لجنة تحقيق من أجل الكشف عن ملابسات هذه الحادثة.