حذر المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بالشلف من تفاقم ظاهرة الإنتحار حرقا بالولاية في ظل تفاقم ظاهرة " البروقراطية والتعسف والاقصاء وسط فئة الشباب خاصة ، حيث حمل الإدارة مسؤولية محاولات الانتحار التي تفاقمت في السنتين الأخيرتين والتي راح ضحيتها 3 أشخاص من بداية السنة، معتبرا أن غلق أبواب الحوار والبيروقراطية والتعسف وانعدام فرص العمل والتكفل بالمواطنين هي الأسباب الحقيقية لظاهرة الانتحار حرقا. وذكر بيان المكتب الولائي للرابطة بالشلف، أمس، استلمت "المستقبل العربي" نسخة منه وقعه رئيس المكتب هواري قدور، بمحاولة انتحار رب أسرة "أربعيني ومسبوق قضائيا" حرقا، الخميس الفارط، أمام مقر مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بالولاية، بسبب رفض المدير استقباله للتوسط له قصد الاستفادة من سكن، حيث يعيش المعني رفقة زوجته وابنته الرضيعة بمركز استقبال الأشخاص بدون مأوى الكائن مقره بحي الزبوج بعاصمة الولاية، حسب المصدر، الحادثة التي خلفت هلعا وسط عمال المديرية خاصة أن المكان شهد قبل شهرين حادثة انتحار شاب (25 سنة) توفي على إثرها بالمستشفى متأثرا بحروق بليغة بعد أن سكب البنزين على جسده وحرق نفسه داخل مقر مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بالشلف. وأرجع بيان المكتب الولائي أسباب تفاقم محاولات الانتحار إلى ارتفاع نسبة الفقر والجوع والإحساس بالظلم والتهميش، مسجلا 3 حالات وفيات حرقا منذ بداية السنة الجارية، منها محاولة انتحار جماعي حرقا ل 3 شبان وتسبب الحادث في إصابة مدير النشاط الاجتماعي ومدير دار الطفولة والمنتحر الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالحروق البليغة التي أصابته، الحادثة وقعت بعد أن تقدم الشبان الثلاثة (بين 23 و25 سنة) إلى مديرية النشاط الاجتماعي قصد ملاقاة المدير والذي كان لحظتها مشغولا مع مدير الطفولة المسعفة، لمعرفة مصيرهم عقب قرار مسؤول دار الجمعيات طردهم من مناصب عملهم في إطار الإدماج المهني، كما حاول، الشهر الفارط، 5 أفراد من عائلة واحدة الانتحار حرقا أمام مكتب رئيس دائرة الكريمية بسبب إقصائهم من قائمة المستفيدين من الحصة السكنية الموجهة للقضاء على البناء الهش ورفض المسؤول استقبالهم، كما أقدم شاب بطال في العقد الثالث من عمره على رش جسده بالبنزين أمام مكتب رئيس بلدية بوزغاية احتجاجا على عدم استفادته من منصب عمل بالبلدية. للإشارة، لم تقتصر حوادث الانتحار على الفئات المحرومة حيث أقدم، السنة الماضية، النائب الأول في المجلس الشعبي البلدي لبلدية وادي الفضة بولاية الشلف على حرق جسده أثناء مداولة استثنائية في حضرة رئيس البلدية وأعضاء المجلس الشعبي البلدي، ولحسن الحظ كان تدخل رجال الأمن سريعا، كما انتحر شرطي بطلقة نارية من مسدسه داخل الأمن الولائي، شهر جوان الفارط.