يُكثف والي العاصمة الجديد عبد القادر زوخ من خرجاته الميدانية الاستكشافية لمشاكل العاصمة العميقة، ما كسّر تقليدا خارقا فرضه سلفه عدو كبير الذي لا يعرف غالبية العاصميين، وجهه، فهل سينجح الوالي الجديد في محو الذكريات السوداء التي تركها واليهم السابق؟. المشروع الوحيد الذي يمكن أن يكون على أجندة الوالي عبد القادر زوخ هو إعادة بناء وترميم الصورة والسمعة السيئة لعاصمة الجزائريين، بسبب انتشار الأوساخ والقصدير بداخلها ومن حولها واختناق طرقاتها بسبب كثرة السيارات مقابل انعدام آليات تسيير وامتصاص نسبة منها للتخفيف على مرتادي طرقاتها، وصولا عند تأمين أبنائها وزائريها على أرواحهم وممتلكاتهم من الجرائم المنتشرة بشكل مفزع، وانتهاء بتقديم خدمات عمومية لائقة ومناسبة للجزائريين عبر إداراتها، والقضاء على أزمة السكن. زوخ عميد الولاة حاليا وصاحب الخبرة ذات العشرين سنة كوالٍ، يدرك أن العاصمة ليست وهران ولا سطيف ولا بدرجة أقل المدية، ويقول مصدر ل "الجزائر نيوز" إن رئيس الجمهورية قد اقتنع بخبرته الطويلة في تسيير الولايات ونظافة سجله من قضايا الفساد، لكي يوليه على العاصمة. إلا أن الوالي الجديد بالعاصمة يُرتقب أن يواجه صعوبات كثيرة وقد يكون أول ملف هو القبضة الحديدية التي تضربها مافيا العقار على العاصمة وجماعات البزنسة بمشاريع السكن، ولا يُمكن لهذه الملفات بطبيعة الحال أن تعالج بمجالس بلدية منسدة وهذا ملف شائك آخر، كما هو الحال بالنسبة لأكبر بلدية من حيث السكان والموارد المالية والأهمية السياسية، سيدي أمحمد. وإلى حد الآن، وبحسب حصاد الزيارات الميدانية للوالي عبد القادر زوخ، الذي يوجد حتى الآن في مرحلة استكشاف لطبيعة الملفات والمشاكل بالعاصمة وتحديد أولويات ضمن مخطط عمل واضح، سينطلق لا محالة من ملف السكن والخدمة العمومية، وهي المحاور ذاتها التي تركز عليها حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال. فالورشات المفتوحة للمشاريع السكنية غير المنجزة والمتأخرة وغير الموزعة، والخلافات في المجالس البلدية، وترحيل سكان القصدير، ستتطلب من زوخ توظيف كافة قدراته الذهنية وخبرته في التسيير للقضاء عليها، وهو ما التزم به الرجل فور وصوله إلى شارع زيغود يوسف، حيث وعد بأنه سيضرب بيد من حديد في الخلافات داخل المجالس البلدية وتطبيق القانون، كما أعلن أن إزالة القصدير ستمثل بالنسبة له أحد الملفات التي لا ينبغي أن يدوم مكوثها طويلا على مكتبه. الأمور تبدو صعبة بالنسبة لزوخ ولكن ليست مستحيلة كونه فلح في إجراء قرابة عشر زيارات عمل وتفتيش إلى العاصمة العميقة دون ضجيج أو احتجاجات تُذكر، وهي الخرجات التي تكون قد كسّرت سنوات من الجمود والقطيعة بين العاصميين وكبير عدّو العاصمة الذي ترك منصبه لوجهة مجهولة حاليا.