سجلت مصالح الحماية المدنية تسع وفيات بسبب مونوكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة، خلال 24 ساعة فقط، تمتد بين أول أمس الأحد وأمس الاثنين، ولقد شهدت كلا من ولايتي سيدي بلعباس والجزائر العاصمة حوادث مروعة من هذا النوع، حيث سجلت، أمس الاثنين، وفاة ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة على مستوى العاصمة وبالتحديد بباب الوادي، وهو نفس العدد من الوفيات الذي سجل ضمن عائلة واحدة، في ولاية سيدي بلعباس ولذات السبب أيضا. ولاية تبسة، توفي شخص طاعن في السن يبلغ من العمر 72 سنة ضمن نفس الظروف وفق مصالح الحماية المدنية التي أعلنت عن تمكنها أيضا من إنقاذ عدد من الأشخاص في خضم هذه الحوادث، إذا أضفنا إلى هذا العدد من الضحايا ما سجلته مصالح الحماية المدنية من وفاة طفل بفعل مونوكسيد الكربون في غليزان وكذا العثور على جثة شخص آخر في منزل آخر قيد الإنجاز في الأغواط، فإن الحصيلة تصبح مروعة فعلا بوفاة تسعة أشخاص. لا يتعدى عمر الطفل الذي لقي حتفه بغيليزان، أول أمس، 15 سنة بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى محمد بوضياف، بعد أن تمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ بقية أفراد عائلته الذين استنشقوا الغاز المحترق المنبعث من المدفأة، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية 6 تدخلات في حالات اختناق على مستوى الولاية، منذ بداية السنة الجارية، أسفرت عن تسجيل وفاة شخص واحد وإنقاذ 25 شخصا آخرا. إلى جانب ذلك، عثرت مصالح الحماية المدنية على جثة شخص يبلغ من العمر 35 سنة بغرفة داخل سكن قيد الإنجاز بالأغواط، نتيجة استنشاقه الغاز المنبعث من موقد طهي، قامت على إثر ذلك مصالح الأمن المختصة بفتح تحقيق لمعرفة حيثيات هذا الحادث. تشهد مثل هذه الحوادث ارتفاعا مطردا من سنة إلى أخرى، حيث لا يكاد يمر موسم شتاء دون أن تسجل حالات وفاة أو اختناق بدليل إحصائيات مصالح الحماية المدنية التي تشير إلى أن عدد حالات الوفاة اختناقا بالغاز لا يقل عن 200 حالة بمجرد حلول فصل الشتاء لهذه السنة، الذي تكثر فيه مثل هذه الحوادث نتيجة الإهمال وسوء استعمال أجهزة التدفئة التي غالبا ما تكون مغشوشة ومقلدة غير مطابقة للمقاييس، الأمر الذي اعترف به وزير التجارة في تدخله خلال الملتقى المنظم حول الحوادث المنزلية شهر نوفمبر الماضي، الذي كشف فيه عن حجز 40 ألف مدفأة غير مطابقة للمقاييس كانت موجهة للبيع في السوق الجزائرية، كما أن هذه الحوادث تبلغ أوجها في هذا الفصل رغم حملات التوعية والتحسيس حول أجهزة التدفئة بغاز البوتان والغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية وبالوقود ذات النوعية الرديئة أو المغشوشة التي تتسبب في حوادث منزلية، التي تسعى الجهات الوصية إلى تنظيمها لتحذير المواطنين وتوعيتهم بالمخاطر المترتبة عن سوء استعمال هذه الأجهزة.