نظم المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، بالمشاركة مع قصر الثقافة "مفدي زكريا"، ملتقى دوليا حول الترجمة والمجالات ذات الصلة تحت عنوان "مكانة اللغة العربية اليوم"، وقد دام الملتقى ثلاثة أيام قدم خلالها مشاركون من مختلف دول العالم مداخلات غنية ومتنوعة. الملتقى الدولي استمر من ال18 إلى غاية ال20 من هذا الشهر، ليحتضن العديد من المواضيع المرتبطة بالترجمة عامة ومكانة اللغة العربية خاصة، لتتحول قاعة قصر الثقافة "مفدي زكريا" إلى كعبة يحج إليها الأساتذة والدكاترة من مختلف بقاع العالم. اليوم الأول من الملتقى ترأسه الدكتور "فهد سالم الراشد"، افتتحه الدكتور "نايل الشافعي" من الولاياتالمتحدةالأمريكية ببحث تحت عنوان "تحديات في الترجمة العلمية"، يليه الدكتور "نصر الدين سمار" في عمل يضمن الترجمة الصحيحة للجمل عبر الانترنت، أما الدكتورة "أنيسة داودي" من جامعة "برمنجهام" الانجليزية فقدمت مداخلة حول العربية الالكترونية وترجمة "الأدب" الجديد. جمهورية الصين الشعبية أيضا سجلت حضورها بمداخلتين الأولى تحت عنوان التجربة الصينية في تعليم اللغة العربية والثانية تتعلق بمناهج "تدريس اللغة العربية في جامعة بكين"، فيما تناول الدكتور "محمد آيت ميهوب" من تونس موضوع "ترجمة الشعر بين الاستحالة والإمكان" ليختتم اليوم الأول بحفل أحياه البالي الوطني لضيوفه. اليوم الثاني من الملتقى ترأسه الدكتور "هيثم الناهي"، وتميز بطابعه الإفريقي، حيث انحصر المحاضرون فيه بين الجزائر، السودان، ليبيا، مصر، وموريتانيا، لتدور معظم المداخلات حول اللغة العربية وعلاقتها بالحاسوب والأنظمة الآلية، وكيفية جعلها جزءا من موجة الإعلام العالمية، لتتدخل لاحقا الدكتورة "عبير عيد جمعان الدويلة" من الكويت وتناقش دور اللغة العربية في تعزيز فكرة الهوية والانتماء من منظور تربوي. أما اليوم الثالث والأخير فكانت المشاركة فيه جزائرية محضة، افتتحته الدكتورة "ايمان بن محمد" طارحة إشكالية "كيف تتطور عربية قانون يحرر أصلا بالفرنسية؟"، بينما تناولت الدكتورة "خديجة جليلي" موضوع "التواصل الترجمي بين المشرق والمغرب"، أما الدكتورة "بجاوي وفاء" ناقشت "ترجمة المصطلح اللساني والتصور المقارني"، ليتطرق الدكتور "عزي لخضر" إلى موضوع "دور الترجمة الاحترافية المتخصصة في التمكين لخدمة نوعية في ترجمة مصطلحات الأعمال الاقتصادية"، واختتم الدكتور "ملاوي عثمان" اللقاء بمحاضرة حول "سياسة التخطيط اللغوية في الجزائر وأثرها في حماية الهوية من اكتساح العولمة".