استقبل برنامج »أربعاء الكلمة« الذي تنظمه مؤسسة »فنون وثقافة« نهاية الاسبوع، الدكتور الباحث عبد الحميد بورايو لتقديم مجموعة من الكتب صدرت له مؤخرا تندرج كلها في إطار الأدب الشعبي. حرص الباحث على التأكيد على ضرورة حفظ التراث الشعبي الجزائري بطرق علمية وأكاديمية تمنع ضياعه وتحريفه، لذلك أشار الدكتور بورايو في حديثه ل »المساء«، أنه دعا إلى ضرور إنشاء مركز وطني للبحث وحفظ التراث الشفهي الجزائري، ويأمل في أن يلقي مشروعه هذا الدعم من وزارة الثقافة، خاصة وأن تراثنا بكل أنواعه ولهجاته معرض الآن للضياع. وقدم الباحث بورايو كتبه الصادرة نهاية سنة 2009، منها ما تم تأليفها منذ عقدين لكنها لم تلق طريقها الى النشر. ومن الكتب التي تم تقديمها كتاب بعنوان »البعد الاجتماعي والنفسي في الأدب الشعبي الجزائري«، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات عالجت البعدين الاجتماعي والنفسي في النصوص القصصية التي تمكن من الاطلاع ومدونة، وكانت قد قدمت كمداخلات في لقاءات علمية وطنية ودولية وتطرح مسائل تهتم بها الدراسات الانثروبولوجية مستعينة بوسائل منهجية مستمدة من النظرية السيميائية أحيانا. الكتاب الثاني بعنوان »نماذج من الحكايات الشعبية الجزائرية«، وحاول هذا المؤلف تقديم صورة أمينة لما تداوله المجتمع الجزائري التقليدي من روايات قصصية ما تزال الذاكرة الشعبية تحتفظ بها، علما أن العديد من هذه الروايات جمعها طلبة بورايو في بحوثهم المنجزة عبر الوطن، حيث طلب منهم بورايو بتسجيل هذا التراث دون انتقاء أو حذف أو تشويه. وتمت صياغة جزء من هذه المجموعة القصصية باللغة العربية المبسطة مع الاحتفاظ ببعض المفردات والعبارات والصيغ النمطية، كما تمت ترجمة نصوص من اللغة الأمازيغية. سعى الكاتب إلى أن تكون هذه النصوص أصلية لم يسبق نشرها، كما فضل أن يكون النوع الخرافي (سعة خيال) غالبا عليها، وجل هذه النصوص جمعت بالشرق الجزائري. كتاب آخر عن »الكشف عن المعنى في النص السردي: السرديات والسيميائيات«، ويضم مجموعة من المقالات والدراسات المترجمة عن الفرنسية تعالج الخطاب السردي من أوجه مختلفة وفق مقاربات منهجية تعنى بالبنية السردية المستمدة من السيميائية (الكتاب في 3 أجزاء). لقد تمت ترجمة هذه النصوص الفرنسية الى العربية في الربع الأخير من القرن الماضي بغرض تعليمي. وتم توزيع مواد الكتاب على قسمين نظري وتطبيقي، الأول استند على مبادئ السيميائيات الشكلانية (من الشكل) في صيغتها الفرنسية والمسماة عادة بمدرسة باريس، والقسم التطبيقي احتوى دراسات متنوعة وطبق مبادئ التحليل السيميائي المحددة بعضها في القسم النظري فمثلا استعمل المنهج البنيوي. الهدف من الترجمات هو تقديم مساهمة قد تسمح بتوضيح المفاهيم المنهجية التي حكمت تطور الدراسة الأدبية في المحيط الجامعي الجزائري خلال الربع الأخير من القرن ال20 والتي مهدت لتطور الدراسات السردية في العشرية الاولى من هذا القرن، كما ترمي الى تقديم دراسات نموذجية لمواد من التراث الشعبي العربي والعالمي، وذلك من قبل مختصين مسلحين بوسائل منهجية حديثة. للتذكير، فإن الدكتور عبد الحميد بورايو استاذ بقسم اللغة العربية بجامعة الجزائر ومدير مخبر الأدب الشعبي، صدرت له من قبل 5 كتب، منها مثلا »عيون الجازية« (مجموعة قصصية)، »القصص الشعبي في منطقة بسكرة« »الحكايات الخرافية في المغرب العربي« و»منطق السرد: دراسات في القصة الجزائرية«. ولد بسليانة بتونس وعاد الى أرض الوطن سنة 1964، ودرس بها وبالقاهرة، متحصل على شهادة الماجستير سنة 1978 والدكتوراه في 1996.