الجزائر - تجاوب جمهور قاعة ابن زيدون برياض الفتح بالجزائر العاصمة مساء يوم الأربعاء مع إيقاعات الموسيقار الإسباني خافيير دياز لاتور وجمعية "مقام" القسنطينية في ثاني سهرات المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في طبعته السادسة. وسحر خافيير الجمهور بنغمات عوده ذي ال 24 وترا ليسافر معه بعيدا في جو تشابكت فيه النوطات الموسيقية متراقصة في فضاء القاعة، حيث قدم ابن برشلونة الذي يزور الجزائر لأول مرة، معانقا عوده بعضا من روائع غولتيي لوفيو سيلفوس ليوبلد فايس وجون سباستيان باخ التي تعود إلى القرنين ال 17 وال 18. وتسلمت بعد ذلك، جمعية "مقام" القسنطينية الركح لتمتع عشاق الفن الأصيل بنوبة "الزيدان" وهي نوبة قسنطينية قديمة متكونة من كل الموازين من "المصدر" إلى "الدرج" مرورا ب"الانصراف" ووصولا إلى "الخلاص". وعلى مدار ساعة من الزمن، تذوق الجمهور عذب الألحان والنغمات المنبعثة من آلة القانون رفقة الكمان العود الناي الدف والدربوكة راسمة ديكورا قسنطينيا أصيلا زاده روعة اللباس التقليدي الذي تزين به عازفو وعازفات الجوق بقيادة منجي بن مالك. وقد استطاعت جمعية "مقام" المتكونة من 16 عازفا افتكاك الجائزة الأولى في المهرجان الوطني لموسيقى المألوف هذه السنة وتمكنت من إستمالة محبي هذا النوع الموسيقي بفضل حضورها ومشاركتها في عديد المهرجانات الوطنية وكذا إصدارها مجموعة من الألبومات عبر مسيرتها التي فاقت ال 15 عاما الحافلة بالنشاط والإبداع. وتستمر سهرات الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة إلى غاية ال 29 من الشهر الجاري، حيث ستشهد قاعة ابن زيدون مشاركة 11 فرقة موسيقية تمثل عدة بلدان أجنبية من بينها الصين إيران الهند إيطاليا والنمسا فضلا عن عدة فرق محلية منها الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية للجزائر العاصمة جمعية "ابن باجة" لمستغانم جمعية "النهضة" لوهران والجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية لقسنطينة. كما تنظم على هامش المهرجان مجموعة من المحاضرات والندوات سينشطها ثلة من الأساتذة والمختصين في المجال حيث يعتزم المحاضرون تسليط الضوء على مختلف طبوع التراث الموسيقي الأندلسي المغاربي والأجنبي.