هذا الصباح، كنت أمشي في الشارع، متوجها إلى السوق ليس بعيدا عن باب الواد، كان الناس يسيرون، يتحدثون، وكأنهم سعداء بنهاية عام 2013، لأن معظمهم لم يعش الحياة التي كان يبغيها ويتمناها، أي أن معظمهم لم يستمتعوا بما كان ممكن أن يستمتعوا به، أي أجر جيد، حياة كريمة، حياة زوجية هادئة بدون مشاكل وزعاف وغضب الزوجة والأولاد مادام حبانا الرب بالخيرات، فالبترول طلع والغاز الحمد لله، ووعود الدولة ما شاء الله وبفضل الله لم نعش ما عاشته دول وشعوب الربيع العربي وما عاناه فيها من عباد الله... الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله حتى وإن عشنا عام 2013 على الأمل ولم نحصد منه سوى الألم.. الحمد لله على كل حال.. لكن بيت القصيد ليس كل هذا الكلام الذي قلته.. هو أنني عندما اقتربت من ساحة الشهداء هاجمتني امرأة تبدو أنها طيبة وليست شريرة كما يبدو للوهلة الأولى، وعيرتني لأنها عرفتني أني أشتغل في الصحافة والحقيقة أن ابنتها التي كانت ترافقها هي التي باعتني، وأنا لست غاضبا عليها لأنها أثبتت لي أنها هي الأخرى بياعة حتى وإن كانت بيّعت لأمها بأنني صحفي لكنها لم تعرف أنني ولد البياع، اعتقدت أنني صحفيا في قناة النهار، وصرخت في وجهي، لماذا أيها الكذابون تشوهون بنات الناس ألا تستحون.. طبعا، صمتّ، لأني كنت موافقا معها، لكنني دفعت ثمن حماقات الآخرين الذين لم يسيئوا فقط إلى بنات الناس.. بل إلى الصحفيين أيضا.. وأردت أن أقول لتلك المرأة التي هاجمتني، معك حق يا أختي وأنا مستعد للذهاب معك إلى قناة النهار لنقول لهم معا.. استحوا.. ومن يثبت لنا أن الدعارة ليست في عقر قناتكم؟!