لقي 11 شخصا حتفهم، أمس، من بينهم امرأتان إثر اصطدام حافلة لنقل المسافرين مع شاحنة ذات الوزن الثقيل، بورقلة، وخلّف هذا الحادث إلى جانب حصيلة القتلى الثقيلة إصابة ما لا يقل عن 28 شخصا بجروح. حسب ما أفادت به مصالح الحماية المدنية، فإن هذا الحادث المروّع وقع في حدود الساعة 05 و45 دقيقة على مستوى الطريق الوطني رقم 56 الرابط بين ولايتي ورقلةوالجزائر، تحديدا ببلدية حاسي بن عبد الله، وقد خلّف هذا الحادث الذي وقع إثر اصطدام حافلة تقل المسافرين بشاحنة ذات وزن ثقيل ما أدى إلى انقلاب الحافلة بالمسافرين، مما تسبب في مقتل 11 شخصا من بينهم امرأتان. بينما قدر عدد الجرحى ب 28 جريحا تم نقلهم على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف بورقلة، فيما تم نقل جثث الضحايا لمصلحة حفظ الجثث بذات المؤسسة الصحية، حسب ما أكدته مصالح الحماية المدنية. وقد تم تسخير ست شاحنات مضادة للحرائق والتدخل في حوادث المرور إلى جانب 16 سيارة إسعاف لمصالح الحماية المدنية (8) والصحة (8) من أجل التكفل بإجلاء الضحايا، حسب ما أشار إليه ذات المصدر. وفتحت من جهتها مصالح الدرك الوطني تحقيقا لتحديد الأسباب الحقيقية لوقوع هذا الحادث المأساوي. وتشير إحصائيات مصلحة الحماية المدنية إلى ارتفاع عدد حوادث المرور التي تسببت فيها حافلات نقل المسافرين المسجلة سنة 2013، بحيث بلغ عددها 1348 حادث مقارنة بسنة 2012 التي لم يتعد فيها عدد هذه الحوادث 1309 وهو ما يعادل زيادة بنسبة تفوق 2 بالمائة، من العدد الإجمالي لحوداث المرور خلال السنة الماضية المقدرة ب 47933 حادث. وأمام هذا الوضع، دعا المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، عاشور فاروق، إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية والتحسيس من أجل التقليل من حوادث المرور التي تعرف منحى تصاعديا خطيرا. وتضاف هذه الحصيلة الثقيلة من القتلى إلى الحالات المسجلة سابقا في ظل الفشل في الحد من هذه الظاهرة التي تقتل الجزائريين سنويا. سارة. ب أكد، محمد العزوني، خبير أمن الطرقات، على أهمية عامل التعب وفقدان اليقظة بالنسبة للسائق في نهاية الرحلة، بالنظر إلى كون المعطيات المتوفرة تشير إلى أن حادث الاصطدام وقع بين حافلة قادمة من الجزائر نحو ورقلة وشاحنة نصف مقطورة، على مستوى الطريق الرابط بين ورقلة وتقرت، وهذا يعني، كما قال إن الرحلة التي كان على متنها ركاب الحافلة، كانت في نهايتها وفي ال 50 كلم الأخيرة منها تقريبا، ما يجعل السائق وفقه يشعر بالتعب ويفقد التركيز، مع احتمال عدم التوقف لأخذ قسط من الراحة أثناء الرحلة. وأشار العزوني أيضا إلى احتمال أن تكون هذه الرحلة لم تعرف أي توقف وهو الأمر الذي يجعل السائق يشعر بالتعب، مضيفا بأن المسافة التي كان يفترض قطعها من الجزائر إلى ورقلة تصل إلى حوالي 800 كلم مما يتطلب وقتا يصل إلى حوالي 12 ساعة، على اعتبار أن المركبة هي حافلة لنقل المسافرين وليس سيارة خفيفة كما قال. وفي الأخير، أكد محمد العزوني أنه من غير المعقول أن تمنح وزارة النقل رخصا للنقل على مسافات تفوق أكثر من ألف كيلومتر، كما يحدث بالنسبة لبعض الخطوط وفقه دائما. أكد بورابة حسين، رئيس المنظمة الوطنية للناقلين الخواص، على أهمية وضرورة استعمال ما يعرف ب "الموشار" خلال الرحلات الطويلة سواء تعلق بالأمر بالحافلات أو بشاحنات نقل البضائع. وقال نفس المصدر بخصوص حادث ورقلة "إذا كان الأمر يتعلق بالسرعة المفرطة فلا بد من استعمال ما يعرف بالموشار لتجسيد الرقابة في الحافلة أو في الشاحنة". وأكد ذات المتحدث أن دور هذه الأداة يتمثل أيضا في فرض مسألة أخذ نصف ساعة راحة بعد كل ثماني ساعات من السير، مشيرا إلى أهمية وجود سائقين اثنين في كل رحلة، سواء بالنسبة لشاحنة أو حافلة، حتى يتسنى لهما تبادل السياقة في الاتجاه الذي يسمح لهما بتفادي التعب وتحقيق لياقة جيدة أثناء القيادة. وأكد حسين بورابة أن ذلك هو مضمون قانون صدر منذ سنوات، يفرض استعمال هذه الأداة، لكن "وزارة النقل بدأت الآن فقط اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي" بهذا الخصوص. حيث "قلنا إنه إذا لم تستطع الوصاية تجسيد ذلك فإننا مستعدون لمد يد المساعدة واختيار أحسن الأدوات لفائدة الجزائر".