اعتبر، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الداعية يوسف القرضاوي، نتيجة الإستفتاء السويسري على حظر بناء مآذن جديدة منافية لمواثيق حقوق الإنسان والحرية الدينية والتنوع الحضاري و''ستترتب عليها مراجعات كثيرة''· وقال، بيان باسم الإتحاد نلقته وسائل الإعلام ''اليوم المآذن وغدا المساجد''، وشدد على أن نتائج الإستفتاء كشفت عن ''تناقض صارخ'' بين تغني السويسريين وتباهيهم بالديمقراطية وحرية الأديان و''بين المضمون العنصري والإسلاموفوبي'' للإستفتاء· وذكر أن المآذن دليل على مكان عبادة وليست لها دلالة سياسية، وهي رمز عمراني جميل يدل على تسامح البلد وتنوعه الثقافي والحضاري· ومضى، بيان الإتحاد قائلا ''إن واضعي مشروع هذا القانون من اليمين المتطرف، الضيق الأفق، قد استغلوا عامل الخوف والتخويف من المسلمين، ومما زعموه من التوسع في مطالبهم الدينية في الدولة السويسرية، مشيرا إلى أن ذلك ''إغراق في الوهم وشطحات الخيال''· واعتبر أن نتيجة الإستفتاء خيبت آمال مسلمي العالم، مضيفا أن ''كثيرا من المراجعات ستترتب عليها'' وستطرح، كذلك، أسئلة عن جدوى التقارب والحوار بين المسلمين وغيرهم في العالم الإسلامي والغرب· ولفت، البيان، إلى أن نتيجة الإستفتاء حفزت حزبا هولنديا يمينيا على طلب استفتاء مماثل، واصفا الإجراء السويسري بأنه ''سنة سيئة زادت من الكراهية والتمييز العنصري ضد المسلمين''· وحمل، القرضاوي، الحكومة السويسرية مسؤولية النتائج المرتبة عن الإستفتاء رغم رفضها له، وفي مقدمتها تنامي ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين، ودعاها إلى اتخاذ إجراءات لمنع تفشي الظاهرة· ودعا، القرضاوي، الأقلية المسلمة في سويسرا لالتزام الهدوء والتصدي لهذا الموقف بالطرق القانونية، بالتعاون مع الجمعيات المحلية، كما حث مسلمي العالم على التعبير عن رفضهم لما أسماه ''الإستفتاء العنصري الإسلاموفوبي'' بالطرق السلمية· وحدد، البيان، تلك الطرق بإرسال رسائل إلى السفارات السويسرية في بلدان العالم تتضمن رفضا للنتيجة المستفزة، وتنظيم وقفات أمام السفارات السويسرية تعبيرا عن الموقف الرافض· ودعا، البيان كذلك، منظمة المؤتمر الإسلامي إلى إطلاق حملة دولية في أوساط الأقليات المسلمة بالغرب خصوصا، من أجل تبيان خطورة هذا الإستفتاء على مستقبل التعايش بين المسلمين والمجتمعات الأخرى· وفي هذا السياق، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور عبد المعطي بيومي، في تصريحات صحفية أن نتيجة الإستفتاء تمثل عودة لعصور الإضطهاد الديني، وتفتح أبواب التطرف· كما دعا، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف المصرية، الدكتور محمد الشحات الجندي، الحكومة السويسرية إلى مراجعة هذه النتيجة· وفي العاصمة الأردنية، وصف بيان لجبهة العمل الإسلامي (الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، الإستفتاء بأنه عمل غير أخلاقي، وطالب، حكومة بيرن، بإعادة النظر فيه ''إذا أرادت الحفاظ على علاقتها مع العالم الإسلامي''· وقال، البيان، أن الحزب يرى في هذه الخطوة حضا على الكراهية والعنصرية والتمييز الديني، ويعتبرها شكلا من التحريض على إيذاء المسلمين في سويسرا وكافة أنحاء العالم· وفي الرباط، قال المجلس العلمي الأعلى بالمغرب أن هذا الحظر ''مناقض للصورة الحضارية التي لدى المسلمين عن سويسرا''، معربا عن أمله في أن ''يبتكر الحكماء في هذا البلد أسلوبا يؤدي إلى إبطال هذا المنع''·