يرى عبد الكريم عبادة، منسق حركة "تقويم وتأصيل" الأفلان، أن ما يقوله عمار سعيداني الأمين العام للأفلان بشأن "الدولة المدنية" التي "يختفي فيها دور الجيش وذراعه الأمنية" وغيرها مما طرحه خلال آخر ندوة صحفية عقدها، هي تصريحات ليست لسعيداني نفس ولكنها، كما يقول في هذا الحوار، "تُوحى" إليه ولكنه "لا يستطيع ترجمتها" وفق عبادة دائما، الذي يضيف بأن عمار سعيداني يسعى من خلال هكذا تصريحات إلى التموقع في خارطة رسمها هو ومحيطه أيضا. هذا سؤال عام، عن أي جانب من هذه التصريحات تتكلمون على وجه التحديد؟ عندما يتحدث عن الدولة المدنية فليعرفها أولا، إنه يتحدث عن ذلك وكأن الجزائر تعيش في ظل حكم عسكري في ظل حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. إن جميع الشخصيات من وزراء وغيرهم مدنيون. هذا الكلام ليس من سعيداني نفسه، وهو يوحى إليه بأفكار ولكنه لا يستطيع ترجمتها، وهو لا يفهم المضامين والخطورة من خلال هكذا كلام. كما أن تصريحاته تنبئ أنه غير مدرك لعواقب ما سوف يكون. فتنة.. على اعتبار أنه يدعو إلى ضرب المؤسسات، فضلا عن الفتنة التي يحدثها في أوساط المناضلين ولا سيما أنه يتهم الآخرين بالعمالة وبأننا مأمورون. إنه كلام غير مسؤول ولو كان كذلك فإنه لا يتكلم بأشياء لا يقدّر عواقبها. الهدف يتمثل في كونه يسعى للتموقع في الخارطة التي رسمها والتي رسمها محيطه أيضا .. إنه يريد موقعا لنفسه في هذه الخارطة. الأمر يتم من منظور أنه إذا لم يكن بوتفليقة هو من سوف يترشح لعهدة رابعة فإنه -يقصد سعيداني- هو من سوف يترشح إلى الرئاسيات المرتقبة وهو يسعى إلى كيفية تحقيق هذه الغاية من خلال الترويج لطروحات غير مسؤولة وغير واقعية وغير مفهومة.