تتواصل العروض السينمائية بقاعة "محمد زينات" برياض الفتح، وهذا في إطار أيام الفيلم الأوربي بالجزائر، حيث كان العرض السابع من نصيب "هولندا" التي شاركت بفيلم "العاصفة" للمخرج "بين سومبوغارت". «DE STORM" التي تعني "العاصفة"، هي عنوان الفيلم الهولندي الذي عرض مساء أول أمس بقاعة "محمد زينات" برياض الفتح. دراما إنسانية تصور صراع أم عزباء ضد أهلها وقريتها المتعصبة من أجل وليدها، ومعاناتها الأمرين خلال رحلتها للبحث عنه بعد أن فرقهما ركام العاصفة. تدور أحداث الفيلم في هولندا أين وقع فيضان 1953، تغرق مدينة بأسرها تحت مياه البحر، وتفقد جوليا "سيلفيا هوكس" والدتها وشقيقتها، إلا أنها تتماسك من أجل رضيعها الذي يبلغ أربعة أسابيع فقط. في ظل الفوضى العارمة التي أحاطت بالمدينة الغارقة وسكانها المتخبطين، تفقد البطلة ابنها الذي وضعته في صندوق خشبي لحمايته، لتبدأ رحلة البحث عنه غير آبهة بنتائج اندفاعها. صحيح أن الوالدة المفجوعة لن توفق في العثور على ابنها إلا بعد 18 سنة وبعد فوات الأوان، إلا أنها في رحلتها تلك وجدت الحب والحنان في شخصية "غاس" أداء "باس كيجزر"، كما تصالحت مع والدها الذي رفضها وابنها بسبب جلبهما العار للعائلة المتدينة. رغم أن أحداث الفيلم من صنع الخيال إلا أنها تستند على وقائع تاريخية حقيقية، ساهمت فيها الشخصيات في التأثير على الجمهور بواقعية أدائها واندماجها مع المأساة الإنسانية، فالوالدة "مونيك هيندريكس" تعيش صراعا داخليا وتتخبط بين قرارين مسامحة ابنتها على ما فعلته؟ أم الانقياد وراء المجتمع الذي لا يغفر الخطيئة؟ والأب الذي ألحق العار باسم عائلته "ديرك روفهوفت" رغم حبه الشديد لابنته وشوقه لضم حفيده إلا أنه يرفض النظر إليهما أو الاعتراف بوجودهما، وأخيرا جوليا "سيلفيا هوكس" التي ترى أن همها الوحيد الاعتناء بابنها بعد أن تركها خطيبها وهرب، غير آبهة برفض العالم لها ولابنها. الرمزية بدورها كانت حاضرة بقوة في العرض الدرامي، ولعل أقوى وأجمل صورة كانت في نهاية العرض حين تقف بطلة الفيلم "جوليا"، ابنها، والمرأة التي ربته، ثلاثتهم أمام البحر أين بدأ كل شيء، الأمان على الجهتين والابن بينهما يتساءل أي واحدة يتبع... «العاصفة" ميلودراما سيكولوجية تعري حقيقة المجتمع، وفقت فيها كاتبة السيناريو "مارجولين بومر" والمخرج" بين سومبوغارت" في اختيار شخصياتها لتؤثر في الجمهور الذي عايش المحنة الإنسانية ثانية بثانية ليبكي مع البطلة مقاسما إياها حزنها ويبتسم سرورا لانفراج بعض همها، هي رحلة للبحث عن النفس تخوضها "جوليا"، تبين لنا قوة الأم، اندفاعها نحو المجهول، وشراستها الوحشية عندما يتعلق الأمر بفلذة كبدها، رحلة دامت حوالي ساعتين بقاعة "محمد زينات" جعلت المشاهدين يفكرون في المثل القائل "رب ضارة نافعة".. قالوا عن فيلم العاصفة: ليديا (25 سنة عاملة): الفيلم كان مشوقا ومؤثرا، لم أستطع التوقف عن البكاء، وأحزنني أن المرأة لم تعثر عن إبنها إلا بعد 18 سنة، بقدر ما أسعدني الأمر إلا أنه أحزنني في الوقت نفسه. ريم (21 سنة طالبة): الشخصيات كانت قريب جدا من الواقع، لو قال لي أحدهم أن القصة حقيقية لصدقته دون أي شك، الممثلة الرئيسية موهوبة جدا وأجادت تقمص دور المرأة المفجوعة على وليدها. حياة (16 سنة طالبة): أنا لم أبك إلا أن والدتي وشقيقتي أبكاهما الفيلم، الذي جعلني أفكر في المثل القائل "رب ضارة نافعة"، فخلال المأساة التي تعانيها البطلة يمكن القول إنه لولا ضياع ابنها لما تصالحت مع والدها والتقت رجل حياتها. محمد رغاد (أستاذ جامعي): الفيلم كان في المستوى، توقف الناس عن حضور الأفلام السينمائية ويجب أن نعيد الحياة لهذا الفن، أخبرت طلابي عن هذه التظاهرة لكن لا أظن أن أيا منهم أتى، وهذا مؤسف جدا، فالشباب لا يهتمون بالسينما. خير الدين (24 سنة طالب) أداوم على حضور عروض "أيام الفيلم الأوربي بالجزائر"، وحتى الآن نال إعجابي فيلم "العاصفة" وفيلم "beeing like deyna". أتمنى أن يكون باقي العروض بالجودة نفسها. السيدة حورية (ربة منزل): جئت مع زوجي، وقد استمتعنا كثيرا بهذا العرض، تعاطفت كثيرا مع بطلة الفيلم خاصة في النهاية، وجدت ابنها لكنه كبر في حضن امرأة أخرى، بالطبع لن يختارها، تمنيت لو لم تجده أصلا. برنامج اليوم فيلم "بالم" للمخرجين: "كريستينا لاندستروم"، "ماوود نيكندر" على الساعة 17:00 فكرة عن الفيلم: مرت 25 سنة منذ تلك الليلة الباردة في شهر فيفري، التي مات فيها "أولوف بالم" مقتولا في طريق ستوكلهوم. هذه الليلة التي بدلت السويد إلى الأبد... "بالم" هو فيلم يروي قصة حياة وقصة فترة زمنية حرجة، إنه ميراث رجل غير التاريخ. إخراج: كريستينا لاندستروم، ماوود نيكندر. إنتاج: ياسين بوعزيز، فيصل حموم. سيناريو: كريستينا لاندستروم، ماوود نيكندر. فيلم "طريق حليمة" للمخرج "أرسن أوستوجيك" الساعة 19:00 فكرة عن الفيلم: «طريق حليمة" فيلم يروي قصة معاناة "حليمة" التي تبحث عن بقايا جثة ابنها المغدور خلال حرب البوسنة، ترفض القيام بتحاليلdna لأنها ليست والدته البيولوجية، مما يدفعها في رحلة بحث معقدة تجمع بين الماضي والحاضر لتصور أحداثا تاريخية وعواقبها الإنسانية. إخراج: أرسن أوستوجيك. إنتاج: أرسن أوستوجيك، سلوبودان تيرنينيك. سيناريو: فجة ايسوفيك، هارون فاروكي. تمثيل: ألما بريكا، أولغا باكالوفيك، ميجو جوريسيك، مصطفى ناداريفيك، ميراج غريبيك، داريا لورينسي