أسدلت فعاليات أيام الفيلم المتوسطي في طبعتها الثانية والمنظمة من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي سهرة أول أمس ستارها، بعد عرضها لمجموع من الأفلام التي شاركت في أقوى المهرجانات الدولية ، التي بلغ عددها 12 فيلما روائيا طويلا . زينب.ب وحضر في اختتام هذه التظاهرة الثقافية العديد الإعلاميين والفنانين الجزائريين وكذا ضيوف المهرجان من منتجين ومخرجين من باقي دول البحر الأبيض المتوسط. وكانت الليلة السينمائية الكرواتية فرصة استمتع بها الجمهور الذي ملأ قاعة ابن زيدون، من خلال مشاهدته للفيلم المطول "طريق حليمة" لمخرجه الكرواتي " أرسن أنطون أستجيك "الذي اختير لفعاليات الاختتام، حيث يتحدث عن مأساة البلقان والصراع بين المسلمين والمسيحيين نهاية القرن الماضي . ويتحدث الفيلم المستوحى من أحداث واقعية تدور تفاصيله في سنة 1977، عن "حليمة" العاقر التي تربي الطفل الذي تنجبه ابنه أخيها "صفية" مع "سلافومير" المسيحي، لكن الحرب الأهلية بين المسلمين والمسيحيين تؤدي إلى فقد "حليمة" لزوجها وابنها المتبنى "ميرزا". وبعد انتهاء الحرب تحاول "حليمة" إيجاد جثة زوجها وابنها، فيجدون جثة الزوج إلا أنهم يطلبون منها القليل من دمها من أجل اختبار الحامض النووي لإيجاد جثة الابن، وهنا تبدأ "حليمة" البحث عن "صفية" التي تجدها في إحدى القرى القريبة من صربيا وهي أم لثلاثة بنات من زوجها "سلافومير"، ترفض في البداية لكنها توافق بعد ذلك خاصة بعد مللها من زوجها الذي أصبح مدمنا على الكحول بعد أن كان جنديا يقاتل ضد المسلمين ذلك انه يشعر بالندم بعد أن أطلقت يداه الرصاص على الأبرياء، ليكتشف في الأخير أنه هو من قتل ابنه الوحيد "ميرزا" فيقرر الانتحار مباشرة بعد معرفته للحقيقة. على مدار ساعة ونصف صور المخرج ببراعة لعشاق الفن السابع الحياة الريفية الحقيقية لأهل المنطقة بلمسة فنية محترفة، استطاعت أن تعيد بناء تلك الفترة بكل تفاصيلها وذلك في اللباس، الديكور، وحتى الجو العام فالمتلقي يغوص في الأحداث وينسى الزمن ليشعر أنه فعلا في تلك السنوات، بالإضافة إلى نوعية الصورة الجيدة والأداء المتميز للممثلين. الفيلم المطول عالج مأساة البلقان مع الحرب الأهلية بين المسلمين والمسيحيين خلال سنوات التسعينات، غير أن أحداث الفيلم بدأت في سنة 1977، ليشار بعدها بمرور 23 سنة حيث تبدأ تفاصيل القصة التي تصور بامتياز الآثار التي خلفتها الحرب الأهلية. كما فصل العرض تحدي "حليمة" لكل العقبات التي مرت بها بداية من كونها عاقرا لا تنجب أطفالا إلى غاية إصرارها على إيجاد "صفية" من أجل العثور على "ميرزا" الذي لطالما اعتبرته ابنا لها وبكت بحرقة أمام ما تبقى من أشلائه. وجاء الاختتام في مستوى الافتتاح، حيث دشنت التظاهرة الثقافية التي فتحت أبوابها يوم الأحد المقبل بالفيلم المطول "مملكة النمل" للمخرج التونسي شوقي الماجري، حيث شهدت القاعة ذات الإقبال، كما يجدر الذكر أنه قد سبق فيلم "طريق حليمة"، الفيلم الفلسطيني "عمر" من إخراج هاني أبو أسعد. وبهذا تمكن الجمهور العاصمي في خمسة أيام، من تذوق 12 فيلما متنوعا من مختلف دول البحر الأبيض المتوسط مثل "تونس"، "ايطاليا"، "النمسا"، "المغرب"، حيث صورت هذه الأفلام المشهد السينمائي المتوسطي بكل تنوعه، والذي جلب بدوره عددا معتبرا من الجمهور. يذكر أن فيلم "طريق حليمة" من إخراج الكرواتي أرسين أنطون أوستوجيك الفائز ب "الساحة الذهبية" لأفضل مخرج في 2008 كما حاز الفيلم على الجائزة الكبرى في مهرجان تطوان الدولي.