يندرج نص "صواعد" ضمن النصوص العبثية، فهل توضح لنا ملامحه أكثر؟ يعالج نص "صواعد" قصة درامية مأساوية تندرج في قالب تشويقي يجمع بين الأمل والألم، بطلة العرض جعلتها من خلال كتابتي أنثى مسكونة بالأوجاع والآهات، فهذه الأخيرة وجدت نفسها في عالم افتراضي مملوء بالأشخاص تتخبط لوحدها، غيرأن الشيء الذي زاد من قهرها وتذمرها أمام نفسها هو ترصد ثلاثة رجال بها، فمنهم من يريد أن يصنع منها تلك العاهرة ويحتفظ بها لذاته، في حين أن آخر يريد أن يملكها ويشتريها بماله من أجل الإنجاب، والثالث يريد أن يغتصبها ليكسر غرورها وإغراءها أمام الرجال. لأول مرة تتعامل مع عبد القادر جريو المخرج، فكيف وجدت التجربة؟ كنت متمنيا أن أتابع خطوات الإخراج لهذا النص مع فريق المسرح الجهوي لمدينة معسكر، غير أنه للأسف لم أتمكن من ذلك لأسباب خاصة، كما أنني من الأشخاص الذين يفضلون أن تقرأ كتاباتهم بعيون أخرى لأن هذا يحرضك أكثر على عملية الإبداع في الكتابة المسرحية خاصة إن وجهت لشخصك بعض الانتقادات الإيجابية، كما أنني من المبدعين الذين يؤمنون بروح الطاقة الإبداعية للشباب، فرغم أن "صواعد" تعتبر التجربة الأولى في الإخراج للمخرج عبد القادر جريو غير أنني كلي ثقة وأمل من أن النص سيأخذ نصيبه من التألق والمتعة الجمالية عند الجمهور. ما شاهدناه في أعمالك المسرحية السابقة، هو أنها مستفزة للجمهور، فماذا عن "صواعد"؟ أجل هذا صحيح، تقريبا كل أعمالي المسرحية تدعو للاستفزاز والسبب هو أنني أفضل الاشتغال على قواعد المسرح التأملي الذي يدق المسامير على رأس الجمهور المتلقي، وهدفي بذلك المساهمة في خلق جمهور أبدي ووفيّ للخشبة والذي يبقى نص العرض المسرحي مترسخا بذاكرته وبأعماقه، والأشخاص الذين سبق أن تعاملت معهم يدركون جيدا أنني من المبدعين الذين يشتغلون على الأحاسيس الصادقة والمتعة الفنية، وعليه فإن نص "صواعد" هو الآخر يحمل بداخله نوعا من الاستفزاز، فهذا العمل المسرحي بمثابة الطفل البريء، وعلى المخرج أن يتعامل معه بشجاعة وحذر. إذا ما هي توقعاتك حول نجاح العرض؟ كما سبق أن ذكرت فإن نص "صواعد" يحتاج إلى مخرج عنيف وذكيّ في الوقت نفسه، حيث الكثير من الجمل التي يحتويها النص مكثفة تحتاج إلى تدقيق وتركيز، أتمنى أن لا تصاب المسرحية بشلل وهذا رغم أنني على ثقة كبيرة بالقدرات الإبداعية للممثلين والمخرج ذاته، وأعتقد أن التخوف شيء طبيعي ينتاب أي شخص، فوالله إنني أترقب الأيام لمشاهدة العرض الشرفي.