تجري فعاليات الفيلم الأوروبي بالجزائر في قاعة زينات، والاسم قد يعني الكثير لعشاق الفن السابع ومن عرفوا زينات سواء عن كثب أومن خلال فيلمه الخالد، تحيا يا "ديدو" عمل خارج النمطية والذوق المهني وخارج العادة السائدة في صناعة فيلم من جهة واستهلاكه من جهة ثانية، إنني وأنا أتوجه كل مساء إلى قاعة زينات خلال فعاليات الفيلم الأروبي أنظر إلى الوجوه وغالبيتها من الجالية الديبلوماسية الأروبية في الجزائر متفرسا في ملامحها إن كان إسم زينات يعني لها شيء أم لا يعني لها البثة أي شيء ولكن تمنيت لو تم إقامة احتفاء خاص على هامش فعاليات الفيلم الأروبي في الجزائر بتجربة زينات الذي يستدعي تذكره بدوره وجه سينمائي ترك بصمة عميقة في الفيلم الجزائري، غادرنا منذ وقت على طريقته الخاصة دون ضجيج أوصخب، الممثل الكبير والموهوب رشيد فارس لم يكن فارسا ممثلا بل كان يمتلك نظرة في تعاطيه مع السينما يمكن وصفها بالنظرة الفلسفية العميقة قائمة على نقدية لاذعة لسلطة ابتدال السينما والثقافة السينمائية في الجزائر وهذه النقدية اللاذعة تلتقي مع نظرة زينات الساخرة والتي تجلت بقوة وشدة في فيلمه "تحية يا ديدو " كنت أتمنى لو فكر المشرفون على فعاليات الفيلم الأروبي في الجزائر لو فتحو جسرا يكون بمثابة بوابة التعارف المتبادل بين تجاربنا المحلية وعلى ندرتها لكن من خلال جديتها وتميزها وبين الإرث والتجربة الفنية للسينما الأروبية وكنت اتمنى لو أعدنا عبر هذا اللقاء بين الشمال والجنوب استعادة بعض رموز السينما الجزائرية الناشئة مثل زينات وفارس.