ممثل ثقافة لبنان والعرب والشرق الأوسط في الغرب، الشاعر والصوت المدافع عن القضايا الإنسانية العادلة، ومنادي دائم لحوار الحضارات واحتكاك الثقافات والانفتاح على الآخر وجسر واصل بين الماضي والحاضر وفق منظور حداثي منفتح مستجيب للقضايا الراهنة ومستجدات الحياة العصرية. هو سفير السياسة والفن الشاعر والدبلوماسي اللبناني "صلاح ستيتية" ولد ببيروت سنة 1929 وينحدر من عائلة لبنانية عريقة، أديب وناقد وكاتب صحفي قدير، كان لتكوينه في المدارس الأجنبية ثم المدرسة العليا للآداب ببيروت على يد أستاذ اللغة والثقافة الفرنسية "غبريال بونور" الأثر في تبنيه للغة الفرنسية كأداة للتعبير الفني لديه، بالإضافة إلى انفتاحه على الثقافة الغربية التي واصل تعليمه بها بعد هجرته إلى فرنسا، مما ساهم في إشعاع لبنان والوطن العربي ليس أدبيا فحسب، بل وسياسي بتشريف صورة بلده والعرب وذلك بعد توليه مناصب دبلوماسية وقنصلية باليونسكو ولاهاي. ولم يكن عمله السياسي حاجزا أمام شغفه بالشعر المعاصر من خلال تأثره بأسماء لامعة في الشعر الفرنسي ك "رينيه شار، إيف بونفوا، بيار جوف". ولعل عمله السياسي ساعده في نقل ثقافة بلده والعرب للضفة الأخرى، فلطالما اعتبر نفسه ممثلا للثقافة العربية على المسرح العالمي انطلاقا من باريس باعتبارها مركز إشعاع عالميا. كما ساهم في تأسيس مجلات كبيرة في الإبداع الأدبي والشعري كان لها دور في تطور الحداثة والكشف عن بنى أنماط جديدة في الكتابة والتفكير في لبنان والعالم العربي، اتسمت كتاباته بالكينونة والعمق واختزال الفلسفة الأفلاطونية، وكان أول مبدع يعطي شرعية لوجود صفحة أدبية بجريدة سياسية، وقد لعب دور الوسيط بين الإبداعات الجديدة بعد أن عيّن ملحقا أسبوعيا بالفرنسية."صلاح ستيتة" جسر رابط بين الحداثة الغربية والتراث العربي بين الرومنطيقية الغربية والمتصوفين العرب، يعتبر أن حياته كانت محاورة على الصعيدين الديبلوماسي والأدبي.