عبرت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، في بيان لها، من توقيع رئيس المكتب الوطني، صالح دبوز، "عن القلق الشديد" من الوضع الدائر بولاية غرداية، بعد وفاة الشاب "بابا واسماعيل عز الدين" وإصابة أربعة أشخاص بجروح خطيرة، على يد من وصفهم البيان ب "البلطجية"، واعتبرت الرابطة في بيانها أن هذه الأحداث "تهدف إلى القضاء على خصوصيات المجتمع المزابي فهي تستهدف المقابر والمؤسسات العرفية المزابية بالتخريب والتحطيم والتدنيس". لذلك حملت "السلطات السياسية والأمنية المسؤولية الكاملة " عن ما وصفته ب "تعفن الأوضاع والانزلاقات الخطيرة"، مضيفة أنها "بصدد التحضير لملف عن التجاوزات سيسلم إلى لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة". من جهة أخرى استنكرت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، ما وصفته ب "تحامل جهات أخرى - لم يحددها البيان- عن المناضل الحقوقي فخار كمال الدين عضو المكتب الوطني للرابطة". وفي السياق ذاته، كان الناشط الإعلامي والاجتماعي أبو ربيع الجزائري، قد أشار إلى موضوع "فخار"، مؤكدا على أن "الوقت ليس مناسبا لتضليل وتشتيت ذهن الناس عن القضية الأساسية المتعلقة بالوضع في غرداية" - بما أسماه - "فزاعة كمال فخار"، مضيفا أن ما قام به الرجل "يجب الاعتزاز به لأنه يحاول بكل الوسائل الدفاع عن تراث ميزاب، وأنه لا يجب استغلال الوضع لصالح حسابات أخرى". هذا وفي اتصال هاتفي به، قال الناشط الحقوقي، كمال الدين فخار، أنه على كل "جزائري يملك ضمير وطني التعامل مع ما يحدث بغرداية بانسانيته ووطنيته، لأن هؤلاء الذين تم الاعتداء عليهم هم في الأول والأخير جزائريون قتلوا بطرق مرعبة"، مضيفا أنه "كيف يشعر أي جزائري تجاه مواطن آخر يقتل بالسيف في هذا الزمن، في حين لا يدور الحديث إلا عن الرئاسيات وأزمة الحليب"، مؤكدا أن ما يتعرض له المواطنون المزاب بغرداية هو "عودة ثقافة الغزو والسبي والاعتداء على أرواح الناس دون عقاب".