دافع قائد الناحية العسكرية الثالثة والمستشار السابق لوزير الدفاع اليامين زروال، الجنرال حسين بن حديد عن المسؤول الأول على جهاز الاستخبارات والأمن الفريق محمد مدين المدعو "توفيق"، واصفا شخصه ب "ذئب شرس يستعصي على قايد صالح وبوتفليقة ترويضه"، وهذا في حوار أجرته معه الزميلتان "الخبر" و«الوطن" نشر أمس. يقول بن حديد في تعليقه عن "الصراع الدائر بين جماعة الرئيس وجهاز المخابرات"، إنه "من الصعب على الرئاسة أن تواجه بشكل مباشر هذا الجهاز، لأن الرئيس عاجز عن القيام بذلك"، واعتبر أن المهاجمين على جهاز المخابرات "يرتكبون خطأ جسيما" لأن -حسبه- "وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وبذلك هو يضعف نفسه"، واصفا الهجوم الذي تعرّض له جهاز "توفيق" مصدره "خيانة من حاشية الرئيس"، ولكن في نفس الوقت يرى أن بوتفليقة "مريض ولا يقوى على المواجهة"، في حين "أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمواجهة "دي أر أس". وعن رأيه حول سبب "الهجوم" على المخابرات، يصرح "السبب الأول هو فتح الطريق للعهدة الرابعة ويتم حتما عبر محاولة استهداف الخصوم، والسبب الثاني هو محاولة حاشية الرئيس أن تحمي نفسها من الملاحقة"، ويواصل شرح موقفه في ما يشاع عن حفيظة جماعة الرئاسة من قائد جهاز الإستخبارات قائلا "لكن أصر على القول إن المخابرات لا يمكنها ولا حتى في أن تفكر في إجبار الرئيس على الإكتفاء بثلاث عهدات، وإنما قد تقول له من الأفضل عدم الاستمرار في الحكم لمصلحة البلاد"، أما إن كان هنالك أوجه شبه بين ما يحدث حاليا وفترة الصراع التي عاشها في منتصف التسعينات التي دفعته إلى الإستقالة، يوضح المتحدث "كان صراعا من نوع آخر، كان صراعا بين خالد نزار وبلوصيف الذي كان محل ثقة الرئيس الشاذلي بن جديد، وتعرض بلوصيف لمشاكل مفتعلة لإبعاده من المؤسسة العسكرية، وقد نجحوا في ذلك وأدخلوه السجن"، مضيفا "واتضحت المؤامرة فيما بعد عندما أصبح نزار قائدا للأركان ثم عينه الشاذلي وزيرا للدفاع بإيعاز من الجنرال العربي بلخير". وعن الصراع الذي يجري الحديث عنه بين قيادة الأركان الموالية للرئاسة وجهاز المخابرات.. هل هي حقيقة؟!، أم مجرد إشاعة؟!، يقول الجنرال حسين بن حديد "دع عنك هذه التسمية.. لا ينبغي أن تسميها قيادة أركان، هل تسمي قايد صالح قائدا لأركان الجيش؟! "هذا الشخص عديم المصداقية ولا أحد يحبه في الجيش، وإنما يخشونه بحكم الصلاحيات التي بين يديه"، معتبرا أن "الجيش منسجم وموحد". ويعرض حسين بن حديد مواقفه في ما يخص سبب تعيين بوتفليقة لقايد صالح كنائب لوزير الدفاع وهل يدخل هذا في إطار الإستفزاز للجنرال توفيق؟! مجيبا "لا شك في ذلك، هذا هو الهدف الأساسي من هذا التعيين ولكن لن يستطيع كسر شوكة توفيق... قائد المخابرات عجز عن ترويضه أشخاص أقوى من قايد صالح"، واصفا الجنرال "توفيق" ب "ذئب من الذئاب الشرسة ليس من السهل التغلب عليه"، مؤكدا أن سبب عدم استعمال الرئيس بوتفليقة لصلاحياته كوزير للدفاع وبالتالي خلع الجنرال "توفيق" بمرسوم رئاسي بقوله "تنحية توفيق تزرع الفوضى والإنقسام داخل الجيش، وبوتفليقة يدرك هذا جيدا، ولو أقال توفيق في الوقت الحاضر سيترك انطباعا قويا بأنه انتقم منه، وسيكون لذلك تبعات لا تحمد عقباها، لذلك لن يقدم على هذه الخطوة"، معترفا في نهاية الحديث أن الجنرال "توفيق" "شخص لا يمكن زعزعته بسهولة، هو الآن متأكد بأنها حملة عابرة".