شيع أمس، جثمان العربي بلخير ، سفير الجزائر بالمغرب، إلى مثواه الأخير بمقبرة ''زدك'' ببن عكنون، وسط حضور مكثف لشخصيات سياسية وعسكرية بارزة، تصدرها عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و المبعوث الشخصي لملك المغرب محمد السادس، إلى جانب رفقاء الجنرال المتقاعد في السلك العسكري على غرار وزير الدفاع الجزائري الأسبق الجنرال خالد نزار والفريق أحمد القايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى الرئيس السابق الشاذلي بن جديد. وشهدت بلدية بن عكنون منذ ساعات متقدمة من ظهيرة أمس، تطويقا امنيا مشددا لجميع المسالك المؤدية إلى مقبرة ''زدك''، وذلك تحضيرا لوصول الشخصيات الهامة في هرم السلطة، بحيث كان من أبرز الإطارات الحاضرة خلال الجنازة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني اللواء عبد المالك قنايزية ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بصالح، وكذا عدد من أفراد الطاقم الحكومي وفي مقدمتهم الوزير الأول أحمد أويحيى، بالإضافة إلى كل من وزير الخارجية مراد مدلسي ونور الدين يزيد زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية، ووزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز. وقبل وصول جثمان الفقيد من مسجد ''مالك بن نبي'' ببن عكنون، أين تم تأدية صلاة الجنازة على المرحوم بعدما افتكته المنية عن عمر يناهز 72 سنة إثر صراع طويل مع مرض عضال دام أزيد من سنة، فقد احتشد عدد هام من الشخصيات أمام مقبرة ''زدك'' يتقدمهم جمع من الوجوه الفاعلة، الذين تنقلوا لتوديع الفقيد ومقاسمة عائلته هذا المصاب الجلل، وكان ضمن صفوف مشيعي الجنازة وزير العمل والضمان الاجتماعي الطيب لوح ووزير المجاهدين محمد الشريف عباس، إلى جانب وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله، ونظيره المكلف بالتضامن والأسرة والجالية الجزائرية المقيمة بالخارج جمال ولد عباس. خالد نزار ل''النهار'': ''المناصب التي تولاها الفقيد جعلت منه أحد رجال الظل'' أكد وزير الدفاع الجزائري السابق الجنرال، خالد نزار، بصفته أحد الرفقاء العسكريين المقربين للجنرال الراحل العربي بلخير، أن هذا الأخير كان في مستوى المهام الحساسة والمناصب العليا التي تولها طيلة مشواره المهني، بحكم خبرته وحنكته العسكرية اللتي جعلت منه احد العلب السوداء لأسرار الدولة. وأشار الجنرال في تصريح خص به ''النهار''، أنه رافق الفقيد إبان الثورة التحريرية، أين شغل رتبة قائد كتيبة، عرفه عنه خلالها الشجاعة والقيادية الرشيدة، وهما الصفتان اللتان أهلتاه للتمركز في مناصب جد حساسة في هرم الدولة، نضرا للسرية الفائقة التي تستوجبها، مما جعله احد الشخصيات النشطة في الظل. الجنرال نذير متيجي: ''الجزائر فقدت دبلوماسيا محنكا'' أبرز الجنرال، نذير متيجي، مدير خلية الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع الوطني، أن الجزائر فقدت برحيل سفيرها بالمغرب العربي بلخير أحد الدبلوماسيين المحنكين، الذين رافقوا أهم الفترات الصعبة التي مرت بها الجزائر، سواء قبل استرجاعها لاستقلالها أو خلال العشرية السوداء، حيث شغل مناصب حساسة في أشد فترات الأزمة. وعرج مدير خلية الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع الوطني في كلمة الوداع التي ألقاها على هامش تشييع جنازة سفير الجزائر بالمغرب على المشوار النضالي والكفاحي للفقيد وأهم المناصب التي تولاها منذ تعيينه بمنصب رئيس قيادة الأركان في ورقلة و في الناحية العسكرية، إلى غاية سنة 2000، حيث أصبح مدير ديوان رئيس الجمهورية ، ومن ثم سفيرا للجزائر بالمغرب،كما أشاد الجنرال نذير متيجي بخصال المرحوم التي عرفت عنه طوال هذه المدة.