اجمعت أغلب النقابات المستقلة التابعة لقطاع التربية الوطنية، أن وزير التربية الجديد عبد اللطيف بابا أحمد والذي نصب على رأس القطاع منذ سبتمبر 2012، لم يستدرك الاخطاء التي وقع فيها الوزير السابق بو بكر بن بوزيد في تعامله مع الشركاء الاجتماعيين خاصة خلال الإضرابات، على غرار اللجوء الى القضاء مباشرة لتكسيرها، مؤكدة أن بن بوزيد استوعب مؤخرا أن هذه الأساليب لن تنفع. "اكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الانباف" الصادق دزيري، أن هناك فرق كبير بين تعامل الوزير السابق للتربية بو بكر بن بوزيد والوزير الحالي عبد اللطيف بابا أحمد، حيث أوضح أن الحوار الذي كان يمارس في عهد بن بوزيد خاصة خلال الاضرابات الكبرى للنقابات، كان يميزه الحرص الكبير من طرفه لايجاد حل أكثر من الوزير الحالي، وكان بن بوزيد يتصل يوميا بكل الاطراف التي لها علاقة بالقطاع من حكومة ووزارات، كما أن الاتصالات يوميا مع النقابات للوصول الى حلول للمشاكل المطروحة، كما أنه حسب المتحدث هو يتواصل شخصيا مع النقابات المضربة وليس مسؤوليه فقط، مشيرا الى أن التواصل في الوقت الراهن مع بابا أحمد موجود لكن ليس بالطريقة السابقة وأنه يريد أن يميع الحوار والتفاوض بالاتصال مع كافة النقابات حتى غير المضربة منها، كما أكد الدزيري أنه في وقت بن بوزيد لمسوا أن الوزير يتحول في اجتماعاته مع الحكومة الى نقابي شرس للدفاع عن مطالب العمال على غرار ملفي الخدمات الاجتماعية والتعويضات، إلا أن هذه الصفات لم يلمسوها في بابا أحمد، وأكد رئيس الاتحاد ما يعاب على الوزير السابق وما لم يستدركه الوزير الحالي، هو اعتماد كل منهما على أقصر الطرق لمحاولة تكسير الاضرابات، وهو الزج بملف نزاع اجتماعي الى اروقة العدالة، خاصة وأن هذا لم يكن حل ولن يكون في الوقت الراهن، وأهم نقطة أكد عليها دزيري أن في عهد بابا أحمد النقابي والمربي أهين بدرجة كبيرة خاصة في الاجتماع الاخير الذي جمع النقابات مع الوصاية، اما في وقت بن بوزيد فالنقابي لم يهان ابدا على الرغم من الاضرابات العديدة التي قام بها المربون طيلة توليه مسؤولية القطاع." "أوضح المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست" المسعود بوديبة، أن صراعهم مع الوزير السابق لقطاع التربية بو بكر بن بوزيد بدأ منذ سنة 2003 الى غاية سبتمبر 2012، وشهد عدة محطات بداية بالتهديدات والمتابعات القضائية، الفصل والعزل عن المنصب، لكن يشير الى أن الشيء المؤكد أن بن بوزيد بعد عدة اساليب عقابية والذي تأكد من خلالها انها غير مجدية، بدأ بفتح الحوار مع الشركاء الاجتماعيين الذي بدأ بشكل غير رسمي ثم بطريقة رسمية وارتقت حسبه الى جلسات حوار والتزامات بتجسيد الوعود التي منها ما تم تحقيقها ومنها لم تحقق، وأكد أنه اصبح الوزير بن بوزيد عند اشعار أي نقابة بالاضراب لا يلجأ الى اساليب التهديد بل يلجأ الى الحوار، وأوضح أن العمل النقابي في عهدته تطور وافتكوا عدة مطالب أساسية على غرار القانون الخاص الذي عدل مرتين، الخدمات الاجتماعية، ونظام المنح والتعويضات...، وفيما يتعلق بالوزير الحالي عبد اللطيف بابا أحمد، أكد بوديبة أنهم كانوا يأملون في أن ينطلق من حيث انتهى بن بوزيد، أي من اعتماد اسلوب الحوار الجاد بدل التهديدات، مؤكدا أن في الوقت الحالي أنهم رجعوا الى نقطة الصفر، وهذا من خلال اعتماد الوزير التهديد والوعيد والامور حسب بوديبة أصبحت مناورات من طرف مسؤولي الوصاية، وأكد أن هذا الامر لا يخدم الشراكة بين النقابات والوزارة، مؤكدا أنهم خسروا تجربة عمرها 10 سنوات جسدها بن بوزيد وأهملها بابا أحمد." أكد رئيس النقابة الوطني لعمال التربية الوطنية، بوجناح عبد الكريم، أنه لا يوجد فرق كبير في سياسة الوزير الحالي للتربية عبد اللطيف بابا أحمد والوزير السابق بو بكر بن بوزيد، مشيرا الى أن نفس الاساليب التي كان يعتمدها وينتهجها بن بوزيد هي نفسها اساليب التي يقوم بها بابا أحمد، حيث انتهج كل من المسؤولين نفس اساليب التهديد والوعيد لكسر الحركات الاحتجاجية والاضرابات التي تقوم بها النقابات المستقلة، كما أن ابواب الحوار فتحها كل من بن بوزيد وبابا أحمد كل على حسب طريقته وأسلوبه، وأوضح بوجناح أن الفرق الوحيد الذي يميز بين الوزيرين ، هو أن بن بوزيد كان يربط علاقات صداقة مع الشركاء الاجتماعيين، وتعامله معهم شخصيا، أما الوزير الحالي فلا توجد بينه وبين النقابات علاقات سوى العمل والتفاوض والحوار، حيث تميز بابا أحمد بالصرامة في تعامله مع النقابات دون ربط أي علاقات بينهم. "اكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد، أن اسلوب الوزير السابق للتربية بو بكر بن بوزيد هو نفسه الأسلوب الذي يتبعه الوزير الجديد عبد اللطيف بابا أحمد في التعاطي مع الشركاء الاجتماعيين، سواء من حيث التهديدات وأساليب الوعيد بالفصل عن المنصب خلال دخولهم في إضرابات، كما أكد خالد أحمد ان كل من الوزيرين يقدمان وعودا فقط دون تجسيدها، وأن الحوار في عهد الوزير السابق كان مفتوحا وهو نفسه بالنسبة للوزير الحالي، لكن كان يجب حسب خالد على بابا احمد التعلم من أخطاء سابقه وتداركها من أجل استقرار القطاع." "كشف المكلف بالاعلام على مستوى مجلس ثانويات الجزائر"الكلا" ايدير عاشور، أن اسلوب تعامل وزارة التربية الوطنية مع النقابات المستقلة الفاعلة في القطاع لم يتغير بتغير المسؤول الأول على القطاع، حيث أكد أن أسلوب بو بكر بن بوزيد هو نفس الأسلوب الذي يعتمده الوزير الجديد عبد اللطيف بابا أحمد، مبررا ان وزارة التربية ليست مكونة من شخص واحد وهو الوزير فقط، وإنما المعاملة متكاملة ومستمرة من طرف سلطة معينة، وهذا ما يعني أن الشخص تغير لكن النظام لم يتغير حسب عاشور، مضيفا أن الوزير السابق لم يتعاملوا معه شخصيا ووجها لوجه، بل كان تعاملهم معه فقط عن طريق الاعلام مؤكدا انهم كانوا يتفاوضون معه عن طريق الصحافة فقط، اما بالنسبة للوزير الجديد فقد فتح بابا الحوار مع جميع النقابات وأكد أنهم اجتمعوا به في عدة لقاءات مشتركة مع جميع النقابات . "