عبد القادر جغلول الذي رحل عنا منذ مدة، يعتبر من أهم علماء الاجتماع العرب، ومن أبرز المثقفين الجزائريين، كتب عن اشكالية الثقافة والمثقف وقدم تأويلا تاريخيا وسوسيولوجيا لفكر إبن خلدون، كان من بين الذين أسسوا نواة مجتهدين بجامعة وهران في إعادة بناء الفكر والنظرية الوطنيين المتجذرين في تاريخية الفكر المغاربي لكن كذلك في عمق الفكر الإنساني النقدي.. غادر وهران إلى فرنسا واشتغل بأسبوعية الودادية كإعلامي في فرنسا، امتحنته سنوات العشرية السوادء، وعاد بعد ذلك إلى الجزائر ليشتغل كمستشار في رئاسة الجمهورية، وأسهم في إعادة نشر أهم الأعمال النقدية للكولونيالية والأعمال المشكلة لأرضية الفكر الوطني النقدي، وكتب أجمل المقالات عن مفكرين، ناشطين، وكتاب جزائريين منهم العالم الإباضي محمد أطفيش، ومفدي زكريا والشيخ بيوض وعبد الحميد بن باديس، ورشيد القسنطيني إلى كاتب ياسين.. كل هذه التداعيات عن مفكر جزائري أصيل وردت إلي وأنا أعيد اكتشاف أعمال عبد القادر جغلول وهي تعود إلى أصالتها، اللغة العربية، وقبل أن نقول شكرا لدار "ذاكرة الناس" لهذه الإلتفاتة الجميلة، نقول أيضا شكرا لدار الحداثة اللبنانية التي بادرت في الثمانينيات بترجمة بعض أعمال جغلول من الفرنسية إلى اللغة العربية التي كان جغلول يحبها ويقدرها دون القدرة على الكتابة بها.. نم هنيئا صديقنا جغلول.