منعت قوات مكافحة الشغب أمس، اعتصام النقابات المستقلة التابعة لمختلف قطاعات الوظيف العمومي أمام مقر قصر الحكومة بالعاصمة، حيث تم توقيف أزيد من 30 إطارا نقابيا وتم اقتيادهم إلى مراكز الشرطة، فيما رفع المعتصمون شعارات تندد بالإقصاء من الثلاثية، ورفضهم لتفاوض المركزية النقابية باسم العمال. نددت النقابات المستقلة التابعة لقطاعات الصحة، التربية، التعليم العالي من إقصائهم من اجتماع الثلاثية المنعقد أمس، حيث رفع المحتجون أمس خلال محاولة اعتصامهم أمام مقر قصر الحكومة بالعاصمة، شعارات تندد بالتهميس والاقصاء "لا لإقصاء النقابات من أهم قضية اجتماعية "الثلاثية"، "لا للتهميش"...وغيرها من الشعارات الرافضة لعدم إشراكها في الاجتماع، حيث أكد المعتصمون الذين حاولت قوات مكافحة الشغب تفريقهم، ومنعهم من الوصول الى قصر الحكومة، تذمرهم من سياسية الإقصاء والتهميش من المشاركة في الثلاثية الاجتماعية والتضييق على النشاط النقابي في الجزائر، ودعوا الوزير الأول إلى الوفاء بوعده بإشراكهم بدل تهميشهم، مؤكدين أن النقابات المستقلة هي الممثلة الفعلية للقواعد العمالية وليس الاتحاد العام للعمال الجزائريين. كما جدد المعتصمون تمسكهم بمطلب مراجعة المادة 87 مكرر أو وضع قانون جديد يخص حساب الحد الوطني الأدنى المضمون بناء على الأجر القاعدي وليس على أساس الأجر الخاص بمنصب العامل، مع استحداث سياسة أجور مرنة تقوم على أساس أسعار السوق لضمان القدرة الشرائية تماشي النقطة الاستدلالية وفقا للقدرة الشرائية خاصة عبر إحداث أجر أدني يترجم أجرا قاعديا أدني ووضع آلية دائمة تربط بين قيمة النقطة الاستدلالية والقدرة الشرائية، كما طالبوا بضرورة رفع الوصاية عن الصندوق الوطني للخدمات الاجتماعية وجعله صناديق قطاعية لتسهيل عملية المراقبة واستفادة كل العمال. إضافة الى ذلك، أكد المعتصمون عن فضهم سياسة التشغيل المنتهجة في الوقت الراهن والتي وصفوها بالهشة. من ناحية أخرى، أكد رؤساء النقابات المعتصمة أمس، أن الحركة الاحتجاجية التي نظموها سلمية، وكان الهدف منها إيصال صوت العمال والنقابات الحكومة، واستنكروا تعامل السلطات العومية معها ب "تعسف"، حيث تم اعتقال العشرات من المحتجين، وفاق عددهم 20 إطارا نقابيا، وتم اقتيادهم الى مراكز الشرطة بالعاصمة، وبعدها تم إطلاق سراحهم. نقابيون يتحدثون خالد كداد: الوزير الأول أخلف بوعده أكد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين الجزائريين، خالد كداد، أن الوزير الأول عبد المالك سلال قد وعد النقابات المستقلة سبتمبر الماضي، بإشراكهم في اجتماع الثلاثية، لكن أخلف بوعده، وأقصى النقابات الممثلة والفعلية للقواعد العمالية وأشرك فقط المركزية النقابية التي شدد خالد أنها لا تمثل العمال، وأكد رئيس نقابة النفسانيين أنهم يرفضون رفضا قاطعا أن يتكلم سيدي السعيد باسمهم، واعتبر خالد أن هذا الإقصاء المتجدد من اجتماع الثلاثية يشكل خطرا حقيقيا على السلم الاجتماعي وتهديدا فعليا للبنية الاجتماعية. الصادق دزيري: الاحتجاج الهدف منه إيصال صوت النقابات الفاعلة أوضح رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" الصادق دزيري، أن اعتصام أمس هو حركة احتجاجية سلمية، الهدف منها إيصال صوت النقابات الفاعلة والممثلة للعمال في جميع قطاعات الوظيف العمومي الى الحكومة تعبيرا عن رفضها لاقصائها من اجتماع الثلاثية في كل مرة، وأكد الدزيري أن هذا القرار الاقصائي لا يقبل أي تبرير موضوعي ولا يستند لأي مبرر منطقي، ومنها ستؤدي لا محالة إلى تفتت النسيج الاجتماعي والى اختفاء الأمن الوطني. مزيان مريان: المطالب العمالية تهم كل النقابات وليس الاتحاد العام للعمال الجزائريين فقط أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" مزيان مريان، أن كنفدرالية النقابات المستقلة التي تضم 6 نقابات من كافة قطاعات الوظيف العمومي قررت الاعتصام يوم انعقاد الثلاثية أمس، من أجل التأكيد في كل مرة على رفضها للإقصاء من أهم قضية اجتماعية تخص العمال بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن هذا الإقصاء في كل مرة والاعتماد فقط على المركزية النقابية لا يأتي بفائدة على العمال، خاصة وأنها لا تعتبر ممثلة فعلية للعمال، وأشار مزيان إلى أن سياسة الأجور والتوجهات الكبرى للسياسة الاجتماعية والدفاع عن القطاع العام تهم كل النقابات وليس الاتحاد العام للعمال الجزائريين.