رغم أن كرة القدم ليست الرياضة الأكثر شعبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن منتخب هذا البلد تمكن من التأهل تسع مرات إلى نهائيات كأس العالم، واستطاع منذ 1990 أن يشارك إلى حد الآن في النهائيات بصفة منتظمة، الأمر الذي لم تحققه الكثير من البلدان التي تعتبر فيها كرة القدم المتنفس الأكبر لشعوبها· الحديث عن المنتخب الأمريكي الحالي يقودنا للتركيز أكثر على كأس القارات التي جرت الصائفة الماضية بجنوب إفريقيا، لأن جل عناصر التشكيلة التي كادت أن تفجّر مفاجأة من العيار الثقيل، ستشارك في العرس العالمي بجنوب إفريقيا .2010 الفوز على بطل أوروبا أدهش العالم كأس القارات الأخيرة، ولدى التطرق إليها، يتوجب علينا التركيز على المنتخب الأمريكي، الذي رغم أنه كان مرشحا للخروج مبكرا من الدورة، إلا أنه فرض منطقه، وفتح شهيته أكثر في دور متقدم من المنافسة بفوز عريض على المنتخب المصري بثلاثية، وهذا ما كان بمثابة الإنذار الموجه لإسبانيا التي لم تكن تنتظر تلقي الهزيمة في الدور نصف النهائي أمام أشبال برادلي، الذين أمطروا شباك الإسبان بثنائية، سجل أهدافها كل من جوزيه ألتيدور وكليت ديمبسي، وهي النتيجة التي كانت بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل، مكنت الأمريكان من بلوغ النهائي من جهة، ومن جهة أخرى أنهت الفترة الطويلة التي لم يهزم فيها الإسبان، الذين لم يتكبدوا أي خسارة منذ 2006 على يد رومانيا· أسالوا العرق البارد للبرازيليين واقتربوا من تحقيق المفاجأة ومن بين الأشياء التي تحسب لعناصر المنتخب الأمريكي، أنهم دخلوا مباراة النهائي التي نشطوها لأول مرة بدون عقدة، أمام صاحب اللقب المنتخب البرازيلي، وتمكنوا من إسالة العرق البارد لأشبال دونغو في الشوط الأول الذي انتهى لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية بهدفين لصفر، لكن في الشوط الثاني لم يتمكن أشبال برادلي من إخراج حلمهم إلى أرض الواقع، بعدما تمكن رفقاء كاكا من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة، جعلت البرازيل تحافظ على تاجها، وفي نفس الوقت كان ذلك النهائي بمثابة الفرصة التي أكد من خلالها منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه يستطيع فعل الكثير، وأنه بإمكانه الوقوف في وجه أعتى المنتخبات· لمسة برادلي أصبحت واضحة·· المستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب الأمريكي في الكثير من المباريات سواء في كأس القارات، أو في التصفيات، دون شك كانت فيه لمسة المدرب برادلي الذي يشرف على المنتخب منذ ديسمبر ,2008 خلفا لبروس أرينا، واضحة، إذ قام المدرب بإشراك اللاعبين صغار السن في تشكيل المنتخب الأمريكي وعزز من إحساس لاعبيه بروح الفريق، الذي صار يحسب له ألف حساب من طرف مدربي أكبر منتخبات العالم، بسبب التطور الواضح الذي يشهده، بالإضافة إلى الروح المعنوية الكبيرة للاعبيه الذين يرفعون التحدي في كل مناسبة، ويدافعون عن حظوظهم إلى آخر لحظة، رافعين شعارا واحدا وهو ''نعم نستطيع''·