عاد منتخبا كرة اليد رجال وسيدات إلى أرض الوطن منتصف نهار أمس الأحد بعد مشاركتهما في البطولة الإفريقية التي جرت في مصر، حيث كان رجال الكرة الصغيرة قد احتلوا المركز الثالث الذي اقتطعوا من خلاله تأشيرة المرور إلى نهائيات كأس العالم، أما منتخب السيدات فقد احتل المركز الرابع وكان على بعد خطوات من تحقيق المركز الثالث المؤهل إلى المونديال، ورغم ذلك وجد الفريقان نفسيهما يحظيان باستقبال كبير من السلطات الرسمية وحتى من بعض الأنصار الذين حلوا بالمطار لاستقبال هؤلاء اللاعبين الذين شرّفوا الجزائر، وكان الإستقبال جيّدا حيث ذكّرنا بعض الشيء بما حدث في الأيام القليلة الماضية لمّا استقبلت الجماهير فريق كرة القدم المشارك في كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا. الوزير جيّار كان في الموعد وخصّهما باستقبال كبير وكان وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار في مقدمة مستقبلي منتخبي كرة اليد كما أثنى على الأداء الذي ظهر به رفقاء سلاحجي في “كان” الكرة الصغيرة وأكد لهم أنهم رفعوا العلم الوطني عاليا في أكبر تظاهرة قارية في كرة اليد، وأكد لهم أن الجزائر فخورة بهم متمنيا لهم تمثيل الجزائر بشكل جيد في المونديال القادم. المطار إسترجع أجواء منتخب كرة القدم واستعاد مطار هواري بومدين جزءا ولو قليلا من الأجواء التي عاشها منذ 3 أسابيع حين تم استقبال المنتخب الوطني لكرة القدم، وحاول جمع من الأنصار التقدم إلى القاعة الشرفية وقد سمح لعدد منهم بالتواجد على مقربة من حاملي الألوان الوطنية وأخذ صور تذكارية مع نجوم الكرة الصغيرة. اللاعبون تأسفوا على الهزيمة أمام مصر وكانت أجواء الأسف بادية على لاعبي المنتخب الوطني وعبّر لنا عدد منهم على أن هذا الاستقبال الرائع جعلهم يحسون بالتقصير في حق هذا الجمهور الذي بات يعشق الرياضة عموما، وراح الأنصار يشجعونهم رغم الهزيمة حيث أكدوا لهم أن الهزيمة أمام المنتخب المصري لم تكن نزيهة وإنما كانت على طريقة كوفي كودجيا في مباراة كرة القدم، وهو الأمر الذي جعل اللاعبين يتحسرون أكثر على ضياع فرصة التأهل إلى النهائي. أجمعوا على أن الكأس كانت ستكون جزائرية لو جرت في بلد غير مصر وأكد لنا كل اللاعبين الذين حاورناهم في القاعة الشرفية للمطار أن التأهل على حساب مصر في أرضها وأمام جمهورها كان مستحيلا لأنهم فكروا في كل شيء وجهزوه من أجل التأهل، وأجمعوا على أن الجزائر كانت ستحقق اللقب القاري لو جرت البطولة في بلد إفريقي آخر غير مصر، والدليل على ذلك هو التحكيم المنحاز في المباراة نصف النهائية لأن الفريق الوطني عانى من الأخطاء التحكيمية التي مكّنت المنتخب المصري من العودة في النتيجة والفوز في نهاية المطاف. الجزائر في المونديال والهدف المسطر تحقق وكانت بعثة كرة اليد قد أكدت في وقت سابق على أن الهدف الرئيسي المسطر من هذه المشاركة هو اقتطاع تأشيرة المونديال وقد تمكن المنتخب الجزائري من التأهل إلى النهائيات التي ستقام العام المقبل في السويد، بالمقابل حقق المنتخب الوطني سيدات مرتبة غير مسبوقة باحتلاله المركز الرابع بعد أن خسر المباراة الترتيبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2011 بالبرازيل. جعفر آيت مولود: “حققنا الهدف المنشود” أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد جعفر آيت مولود أن الهدف الذي تم تسطيره تم تحقيقه وهو تأهل المنتخب الوطني في المونديال وقال: “الهدف المنشود حققناه فالمنتخب الوطني أدى مشوارا متميزا يجعلنا نتفاءل بغد أفضل، أرى أن اللاعبين الشبان والقدامى أدوا ما عليهم وشرّفوا الراية الوطنية في هذا الحدث الرياضي القاري الكبير، كنا نريد تحقيق نتيجة أفضل من هذه لكن لا داعي لنتأسف كثيرا مادمنا حققنا الهدف الذي تنقلنا من أجله وهو التواجد ضمن أحسن المنتخبات العالمية التي ستشارك في المونديال المقبل بالسويد”. بوشكريو: “ضياع اللقب بتلك الطريقة أمر مؤسف” المدرب صالح بوشكريو بدا متعبا جدا من الضغط الذي عاشه طيلة ما يقرب أسبوعين، وقال إنّ المنتخب الجزائري مثّل الراية الوطنية أحسن تمثيل والدليل هو الحفاظ على التقاليد بفرض سيطرة شمال إفريقيا على كرة اليد، حيث قال: “كما جرت العادة، إقتصر التنافس على الجزائر، مصر وتونس وهو أمر أصبح مألوفا... هذه المنافسة كانت متوسطة المستوى عموما وكان بإمكاننا العودة بالمركز الثاني على الأقل أو اللقب الذي لا أظنه كان بعيدا عنا، راض عموما عن الأداء الذي ظهرنا به ومتأسف إثر ضياع اللقب بتلك الطريقة”. لبان: “لا نلوم التحكيم فقط لأننا منحنا المصريين التأهل” يرى قائد المنتخب الوطني طاهر لبان أن المنتخب الجزائري يجب أن يستفيد من هذه التجربة وقال: “صحيح أن التحكيم كان مقصرا في حقنا، لكن هذا لا يجعلنا نتغاضى عن الأخطاء التي ارتكبناها في تلك المباراة، منحنا التأهل إلى المنتخب المصري في الدقائق العشر الأخيرة بسبب غياب الخبرة لدى بعض العناصر، لكن لحسن حظنا تمكنا من الحصول على فرصة التأهل إلى المونديال وإلا سندفع الثمن غاليا... كنا نريد التأهل إلى النهائي، لكن للأسف لم نتمكن من ذلك، نعلم جيدا بأن الجمهور الجزائري تابعنا باهتمام هذه المرة وكان يريد منا الفوز على مصر، لكن من الصعب الفوز على منتخب البلد المنظم، وكما قلت لك كانت تنقصنا بعض الحنكة والتجربة لدى بعض العناصر التي تملك مستوى جيدا يمكن من خلاله التألق في المستقبل“. حماد: “الخسارة غاضتنا بزّاف لأن هذه الكأس كانت تنادينا” اللاعب المخضرم حماد عبد الرزاق قال: “ربما فاجأنا الجميع بهذا الأداء، الفريق الوطني استطاع أن يحصل على فرص كثيرة للتتويج بهذه الكأس التي كانت تنادينا لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب التحكيم المجحف من جهة والعالم كله شاهد المهزلة في الدقائق العشر الأخيرة، لكن ما حز في أنفسنا هو أننا كنا أقرب إلى الفوز بهذه الكأس لأنها كانت تنادينا ولم نتوج بها... صحيح أننا ناصرنا المنتخب التونسي في النهائي، لكن هذا ما جعلنا نأسف أكثر على ضياع اللقب”. بودرالي: “التأهل إلى المونديال وفوز المنتخب التونسي خفّفا الضغط قليلا ” بدا اللاعب المحنك هشام بودرالي سعيدا بعض الشيء لأن اللقب عاد للجار المنتخب التونسي وأكد أن ذلك خفف الضغط قليلا عنهم لأن ظلم المصريين لم يتواصل في النهائي، حيث قال: “أظن أن التأهل إلى المونديال خفف الضغط علينا، حيث حققنا الهدف المسطر بالنظر إلى المستوى الذي ظهرت عليها البطولة هو أن الفريق الوطني كان بإمكانه الوصول إلى النهائي بسهولة، كما أن المنتخب المصري لم يكن أقوى منا لولا التحكيم، لكن على العموم هناك فريق يمكنه أن يشرف الجزائر في المونديال، كما أننا فرحنا لفوز المنتخب التونسي الذي انتزع اللقب من المصريين بالرغم من أننا كنا نتمنى التواجد في النهائي على الأقل”.