"جان كوم" وشريكه "براين"، مطورا تطبيق "واتس أب"، ما الذي تعرفه عن حياتهما الفاشلة قبل أن يصبحا من المليارديرات؟ حتى الأيام القليلة الماضية، لم يكن "جان كوم" وشريكه "براين"، صاحبا تطبيق "واتس أب"، معروفين على نحو كبير خارج الدوائر في "وادي السيلكون" قرب سان فرانسسكو بولاية "كاليفورنيا" بالولاياتالمتحدة الأميركية، لكنهما دخلا دائرة الضوء مؤخراً بعد شراء ال«فايسبوك" التطبيق الخاص بهما، ويتداول العالم قصة هذين الرجلين الذين حصلا على 19 مليار دولار. «كوم" أوكراني الأصل، هاجر إلى الولاياتالمتحدة مع والدته في عمر لم يتجاوز ال16 عاماً، هرباً من البيئة السياسية العدوانية هناك في ذلك الوقت، ولعبت فترة طفولته التي قضاها في "أوكرانيا" دوراً هاماً في ابتكار ال«واتس أب"، فالخصوصية كانت مفقودة في هذا البلد الشيوعي، حيث البوليس السرّي، لهذا بدأ "كوم" في البحث عن طريقة لتوفير خدمة الخصوصيّة في تبادل الرسائل، لا يمكن التنصت عليه بها أو تسجيلها، واتجه لإنشاء شركته الخاصة، خصوصاً بعدما حاول الإلتحاق بال«فايسبوك" وفشل في ذلك. يحكي "كوم"، أنه عندما وصل إلى الولايات المتّحدة، هو ووالدته، لم يكونا يستطيعان الحصول على الطعام، ولم يكونا يعملان، مما جعلهما يعيشان على ما توفّره كوبونات الطعام، والتي تقدّمها الحكومة الأميركية كإعانات للبطالة. في عام 1997 نشأت صداقة قويّة بينه وبين "أكلتون" مهندس البرمجيات، وكانا يعملان معاً في هذا الوقت بشركة "ياهو". وتبدو الخلفية الإجتماعية التي جاء منها "أكتون" مختلفة نوعاً ما عن "كوم"، فالرجل الذي تبناه كان يعمل في مجال رياضة الغولف، بينما والدته كانت تدير شركة شحن جوي، لكن بحلول عام 2007 أصيب الصديقان بخيبة أمل من إدارة الشركة، ما أدى لكراهيتهما الشديدة للإعلانات، التي كانت تمثل العنصر الأساسي في نموذج أعمال ياهو، وقال "كوم" في مدونة له عام 2012: "لا أحد يستيقظ من نومه وهو مهتم برؤية المزيد من الإعلانات، ولا يذهب أحد للنوم وهو يفكر في الإعلانات التي سيراها غداً". وفي النهاية، ترك الصديقان العمل في "ياهو" للراحة، وبحثا عن فرص أخرى، وهنا كانت بداية "كوم" لتأسيس شركة "واتس أب" عام 2009، وانضم إليه "أكتون" في نوفمبر من العام نفسه، بعد الإخفاق في العثور على وظيفة مناسبة، إذ رفضت كل من "فايسبوك" و«تويتر" توظيفه، وكتب تغريدة عندها قال فيها: "فايسبوك رفضتني، كانت فرصة عظيمة للإتصال بأناس رائعين، أتطلع إلى المغامرة القادمة في حياتي". على الرغم من تركيز شركة "واتس أب" على الرسائل الإجتماعية، إلا أن "كوم" رفض منذ تأسيسها الكثير من الإتجاهات السائدة في وادي السيليكون، ومنها الدعاية والإعلان، لكن رغم هذا فإن البعض قد يرى أنه بعد 5 سنوات فقط من تأسيس واتس أب فإن وجود 450 مليون مستخدم حول العالم، و50 موظفاً، فإن الصفقة مع فايسبوك تعد "بيعاً متعجلاً". ومهما تكن من أمور، تظل الحقيقة، أن هذه الصفقة هي واحدة من أكبر صفقات العالم في مجال البرمجيات في التاريخ.