علمت "الجزائر نيوز" من مصادر مقربة من حزب جبهة القوى الإشتراكية، بأن الحزب سيفصل وبصفة رسمية في موقفه من رئاسيات 17 أفريل المقبل، وذلك في انعقاد دورة استثنائية للمجلس الوطني يوم الجمعة المقبل. وقالت مصادرنا إن الهيئة الرئاسية الجماعية، سبق لها وأن اتفقت على قرار مبدئي حيال الإنتخابات المقبلة والمتضمن عدم المشاركة فيها سواء بتقديم مرشح أو مساندة أي مرشح آخر كان، وفي سابقة من نوعها اعتزم الأفافاس هذه المرة الابتعاد عن آلية تعبئة المواطنين لمقاطعة الإنتخابات قناعة منه بمبدأ إستقلالية الفرد في صياغة موقفه بالتصويت يوم الإقتراع من عدمه. بعد الصمت المبهم الذي انتهجه الأفافاس في الفترة الأخيرة، وعدم صدور عنه أي موقف تجاه ما تشهده الساحة السياسية من جدل وأحداث قد تكون الأولى في تاريخ البلاد والتي تسبق موعد الإستحقاقات الرئاسية المقبلة، رغم الصدى القوي الذي خلّفته في أوساط الأحزاب بتياراتها المختلفة وكذا لدى بعض الشخصيات السياسية، قرّر وضع حد نهائي لهذا السلوك ولو كان متأخرا، خاصة بعدما أمسى الحزب محل انتقاد الكثير من متتبعي الشأن السياسي بالجزائر، فضلا عن أن عددا من مناضليه المنشقين عنه يرجحون خروج الأفافاس عن خطه السياسي وتطبيع العلاقات مع النظام الحالي. حيث قُرّر عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني يوم الجمعة المقبل، للفصل بشكل رسمي في موقف الحزب من الرئاسيات المقبلة. وفي هذا الصدد، أكدت مصادرنا، بأن القيادة الجماعية للحزب التي يترأسها السكرتير الأول أحمد بطاطاش، قد قررت مقاطعة موعد 17 أفريل القادم كما سبق وأن أشرنا إليه في أعدادنا الماضية، قناعة منها بضبابية المشهد السياسي وفشله في لعب ورقة مولود حمروش وغياب بديل عنه بداخل الكتلة القاعدية للحزب، وهو الموقف الذي سيتبناه أعضاء المجلس الوطني وسيعلن عنه رسميا يوم 7 مارس الجاري. وفي سياق متصل، ذكرت مصادرنا، بأن الأفافاس قرّر هذه المرة أن يكون خارج لعبة الرئاسيات بتاتا، وذلك ليس فقط بعدم المشاركة في خوض غمارها وإنما أيضا بالامتناع عن تعبئة المواطنين ضد الرئاسيات ودعوتهم لمقاطعتها، من منطلق أن كل مواطن حر في الإحتكام لذاته من أجل تحديد نظرته من الإنتخابات بالتصويت لصالح أي مرشح يراه مناسبا أو عدم الإدلاء بصوته دون التأثير عليه. إجراء اختلف به الحزب، مقارنة بالمواقف التي اتخذها في المواعيد الإنتخابية السابقة التي قاطعها ودعا من خلالها الناخبين لمقاطعتها، ما اعتبره أحد متتبعي الشأن السياسي، الخطوة التي قد تورط الأفافاس في الكثير من المشاكل عن قريب وقد يكون مصدرها حتى من القاعدة النضالية المنضوية تحت لوائه، مشيرا إلى أن اختيار الأفافاس هذا المنهج قد يعد دليلا قاطعا على تواطئه مع النظام واستجابة لقرار الحكومة، التي أعلنت في وقت مضى بأن دعاة المقاطعة غير مسموح لهم بتنشيط حملة إنتخابية رسمية مضادة لدعوة الناخبين مقاطعة الإنتخابات. من جهة أخرى، عادت مصادرنا للحديث عن عدم إدلاء الزعيم التاريخي والرئيس الشرفي لجبهة القوى الإشتراكية، حسين آيت أحمد بأي تصريح في الشأن المتعلق بالتطورات التي تعرفها الساحة السياسية على غرار ما انتهجه العديد من الشخصيات السياسية، على غرار الرئيس السابق للأرسيدي سعيد سعدي، مولود حمروش وطالب الإبراهيمي وغيرهم، حيث أكدت أن حسين آيت أحمد لن يتحدث بخصوص الرئاسيات المقبلة، لأنه كان دائما صارما في قرارته، واحتراما للموقف الذي اتخذه خلال انعقاد المؤتمر الخامس للحزب المتعلق بعدم ترشحه مجددا لرئاسة الحزب والإبتعاد عن العمل السياسي.