الأفافاس لا يشارك ولا يقاطع ولا يساند أي مرشح للرئاسيات قررت جبهة القوى الاشتراكية عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدم مقاطعتها وعدم مساندة أي مرشح لها، و قال مسؤولوها أنه في الظروف الحالية من غير المعقول المشاركة في الاقتراع المقبل، كما أن خيار المقاطعة حتى وإن كان محترما فإنه لا يمثل لوحده بديلا، و رافعوا من أجل إعادة بناء إجماع وطني حول رزنامة وجدول زمني لمرحلة انتقالية يشارك فيها الجميع. أخيرا وبعد مرحلة "سوسبانس" طويلة شدت انتباه الساحة السياسية أعلنت جبهة القوى الاشتراكية عن موقفها النهائي من الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل المقبل، وجاء في بيان للمجلس الوطني للحزب أمس توج أعمال دورة غير عادية له عقدت بمقر الحزب أن هذا الأخير قرر عدم المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها،" هذا الاقتراع ليس حاسما إلا للنظام، في هذه الظروف المشاركة بالنسبة للأفافاس غير معقولة، وخيار المقاطعة حتى وان كان محترما فإنه لا يمثل لوحده بديلا". ثم شرح بيان الأفافاس مطولا دوافع ومبررات هذا الخيار بالتأكيد على "أن الإجماع الوطني و الديمقراطية لن يكونا في الموعد غداة الانتخابات الرئاسية المبرمجة يوم 17 أفريل المقبل، و إن يوم 18 أفريل المقبل لن يكون لحظة تلاحم وطني و اجتماعي، للأسف، و الفجوة بين المؤسسات والمواطنين سوف تزداد اتساعا". كما ذكّر البيان بالتحديات التي تحيط بالبلاد، مؤكدا أننا لا زلنا في "جمهورية صناع القرار حيث الانتخابات ما هي سوى إجراء شكلي لفرض خياراتهم" وفي اليوم الذي سيلي الانتخابات ستبقى المخاطر والتحديات دائما كبيرة- على حد ما جاء في البيان. واعتبر موقفه الصادر أمس منسجما مع خياراته ومواقفه السياسية السابقة ومع اللوائح الصادرة عن المؤتمر الخامس الأخير للحزب، وشعاره المتمثل في "إعادة بناء إجماع وطني" للمضي قدما نحو انتقال سلمي وديمقراطي حول رزنامة وجدول زمني لمرحلة انتقالية، وهو المسعى والهدف الأساسي للحزب، واعتبر أن الباب لا يزال مفتوحا لجميع الفاعلين الذين يرغبون مشاركة الأفافاس في هذا المسعى بغض النظر عن مواقفهم الحالية. وكان المتتبعون للساحة السياسية الوطنية يترقبون موقف جبهة القوى الاشتراكية، وهي التي ظلت متكتمة عن موقفها النهائي من الانتخابات الرئاسية إلى آخر لحظة، وكان مسؤولوها يدافعون كل مرة عن موقف الحزب وينفون عقد أي صفقة مع النظام، حيث ذهبت التكهنات إلى الحديث عن تدعيم الحزب لمولود حمروش، ومع ترشح بوتفليقة وعدم تقدم حمروش للاستحقاق، ظل المراقبون ينتظرون موقف الحزب الذي غير من استراتيجيته في التعاطي مع السلطات، بيد أن الموقف المعلن لأقدم حزب معارض يبقي جميع الأسئلة عالقة.