في مساهمة له، نشرت أمس، في جريدتي "الخبر" و«لوسوار دالجيري"، وصف وزير التجارة الأسبق نور الدين بوكروح العهدة الرابعة بالجريمة الأخلاقية، مشبها المرحلة الحالية "ليلة ارتكاب الجريمة، وكل المشاركين فيها على قدم وساق، يشحذون أدواتهم في العلن". واعتبر بوكروح مصير الجزائر بعد فوز الرئيس بالعهدة الرابعة خطيرا ومذلا، لأن "مقاليد السلطة - بسبب مرض الرئيس- ستعود إلى أشخاص آخرين، مجهولي الهوية، لم ينتخبهم الشعب ولا يمكنه محاسبتهم"، معتبرا أن منع هذا السيناريو يكمن في حلين قانونيين: "أن يعلن المترشح بوتفليقة نفسه، في انتفاضة ضمير، عن انسحابه لأسباب صحية، أو أن يحكم أعضاء المجلس الدستوري ضمائرهم الوطنية والأخلاقية، ويرفضوا ملف المترشح بوتفليقة لسبب طبي"، معترفا بعدم إيمانه بهذه الإمكانية. وقال الرئيس السابق لحزب التجديد الجزائري أنه "كان بإمكان الرئيس بعد عودته من باريس في جويلية 2013 وقبل دفعه ملف ترشحه في مارس 2014، أن يشرع في تعديل الدستور، على الأقل لإحداث منصب نائب الرئيس من أجل تجاوز الحديث عن المادة 88، وتأمين البلاد إلى غاية نهاية عهدته الحالية. لكنه حسبه- اختار أن يترك البلاد تسعة أشهر عرضة للخوف من مصير مجهول. لو أنه أحدث ذلك المنصب، لطمأن المعارضين للعهدة الرابعة وأبعد شبح المجهول المحدق بالبلاد إلى حد اليوم". وانتقد بوكروح - ضمنيا- المساندين للعهدة الرابعة الذين يقولون أن "الدستور لا يمنع الرئيس من الترشح ما شاء"، كما انتقد المعارضين الذين يعتبرون أن "كل ما في الأمر أنه مريض ولم تعد لديه القوة الجسدية والمعنوية للقيام بمهمة الرئيس"، معتبرا أن الأخلاق هي التي تمنعه قائلا: "بالفعل لا قانون يمنع الرئيس بوتفليقة من الترشح لعهدة رابعة بعد أن عدل الدستور لهذا الغرض بالذات، لكن ما يجب أن يمنعه هي الأخلاق والحياء وعزة النفس، أوعلى الأقل التفكير ولو للحظة في مستقبل البلاد"، مضيفا أن "عين العقل كان يملي عليه أن يمتنع وهو يعرف نفسه مريضا ومنقوصا ومقعدا. وسواء كان هو من أصر على البقاء في الحكم أو دفعه من حوله لا يغير في الأمر شيئا". واعتبر المترشح السابق لرئاسيات 1995 العهدة الرابعة سابقة لو حدث وأن تكرست، "يمكن لمن أراد أن يرتكب كل جريمة وكل رذيلة في المستقبل. كل من تسول له نفسه القيام بشيء مخل بالأخلاق والعقل، سيتكئ على سابقة اسمها العهدة الرابعة ويختلق الأسباب التي يراها مناسبة"، مستغربا "من يقول أن البلاد يمكنها الاستغناء عن اجتماع الرئيس بوزرائه في المجلس الوزاري، وبأن كل شيء يسير عاديا، "نورمال"، رغم غياب الرئيس، وهذا ما معناه أن البلاد لا تحتاج إلى رئيس". وفي استقرائه للمستقبل، توقع بوكروح أنه "بمجرد أن يتم انتخابه للعهدة الرابعة، سيختفي الرئيس"، حيث "سيمكنه البقاء في الخارج ما يحلو له أو يمكث في بيته للعلاج أو الراحة"، معتبرا أن قدوم الرئيس إلى المجلس الدستوري لدفع ملف ترشحه كان "آخر معركة خاضها للفوز بالعهدة الرابعة، أما بعد ذلك، فإنه معفى من كل واجب". وتابع، في خضم حديثه عن العهدة الرابعة، "في السنوات الأخيرة افتخرنا بعدم حدوث "الربيع العربي" عندنا، لكننا اليوم نستعد لمفاجأة العالم بانتخاب رجل لم يعد يملك قواه العقلية والجسدية على رأس بلدنا المسكين". معتبرا المظاهرات التي حدثت مؤخرا ضد العهدة الرابعة بأنها "ضمير سياسي يحاول أن يتكون ويتعزز ضد جريمة على وشك الحدوث، ستلقي بالجزائر في مخالب مافيا سياسية اقتصادية شرعت منذ الآن في إبراز عضلاتها وتبتهج بوقاحة خلال الملتقيات ووجوههم معروفة ومكشوفة".