دعا الرئيس على لسان لوح الشعب الجزائري إلى جعل الانتخابات الرئاسية في أفريل القادم عرسا وطنيا.! التصريح هذا الذي ينسب للرئيس غير أخلاقي بالمرة حتى ولو صدر عن الرئيس.. لأنه لا يعقل أن يدعو الرئيس إلى جعل الرئاسيات عرسا وهو في حالة مرض.! فالرئاسيات التي يكون المريض مرشحا لها لا يمكن أن تكون عرسا، بل الأخلاق الإسلامية تقول: إن الأقرب أن تكون مأتما وعويلا.! إذا كان عريس الرئاسيات هو الرئيس المقعد.. وأن العروس هي لالة لويزة وفصحى العرس هم الطبالة في فرقة المناعي، وأن شطاح ”الزنداري” القبائلي هو عمارة بن يونس الذي يتقن الرقص على أنغام ”أسا نزهى”! و”زويت رويت”! وأن البراح في هذا العرس هو بن فليس.! ”بات يا قصاب بات وخلينا نزور لفخامته الأصوات”؟! الجميل الرائع في هذا العرس أن العروس لويزة تشارك في العملية ثلاث مرات.! وكل مرة تؤجل دخلتها إلى عهدة لاحقة.. وتأخذ ثمن الشبكة والصداق من خزينة الدولة حلالا طيبا.! الأروع من هذا كله أن الشاب بلعيد المترشح الشاب باسم الشيوخ قال: إنه يترشح للرئاسيات ليس كي يصير رئيسا.. بل يترشح ربما ليكون وزيرا لبوتفليقة ليلة الدخلة؟! مثل هذه الصور الكاريكاتورية لا تقع إلا في الجزائر، فيها سلطة تحول المآتم إلى أعراس؟! حدثني أحد الزملاء الصحفيين من وكالة الأنباء الجزائرية كره الصحافة والسياسة فالتحق بالفلاحة في ولاية جيجل.. احتجاجا على الوضع الذي وصل إليه الإعلام والسياسة في هذه البلاد.. قال لي هذا الزميل إنه سمع شابا في مقهى في جيجل يتحدث عن العهدة الرابعة، فقام له الشباب الجالس في المقهى في احتجاج غاضب قائلين له: ”احشم لا تتحدث هذا الكلام العيب فنحن ”مخلطين”! عندما قالوا لي بأن الرئيس بوتفليقة قد نقل إلى المجلس الدستوري كي يوقّع ترشحه احتراما للدستور، تذكرت البيت الشعري الذي قاله الشاعر العربي في العصر العباسي، مادحا جنازة ”أبو العباس” وهو يحمل على الأكتاف إلى المقبرة؟! هذا أبو العباس في نعشه.. انظر كيف تسير الجبال؟! فعلا الرئيس بوتفليقة يحترم طقوس الدستور والقانون والدليل أنه حضر بنفسه ووضع ترشحه للرئاسيات وقدم شهادة طبية يثبت فيها بأنه بصحة جيدة ولا يستطيع فقط أن يقف على رجليه أو يتحدث إلى الشعب.! والدستور لا ينص على أن الرئيس يجب أن يقف على رجليه أو يتحدث بلسانه للناس؟! إنه فعلا عرس انتخابي.. بل تجاوز العرس إلى الكرنفال.. والشعب الجزائري يستحق أكثر من هذا الذي يحدث له، عنده قابلية عالية للهوان ولو لم يكن الحال كذلك لما بقيت فرنسا 132 سنة في الجزائر.. ولما حكمه العجزة والمعتوهون 60 سنة بعد الاستقلال بهذه الطريقة البائسة؟! إني تعبان وأحس بأني أريد أن أدخل الكومة لأنسجم مع عرس الشعب والحكومة؟! [email protected]