دفع الحراك الذي بادرت به حركة "بركات" المناوئة للعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة في ظل اتساع رقعة الاحتجاجات المنظمة ضد ترشح الرئيس للانتخابات المقررة في 17 افريل المقبل، إلى بروز شخصيات سياسية ورؤساء أحزاب ومنظمات وطنية مساندة لترشح الرئيس بوتفليقة أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حقه في الترشح للرئاسيات بالرغم من وضعه الصحي. في الوقت الذي اعتبر فيه الوزير الأول عبد المالك سلال، أن حركة بركات التي كسر أفرادها حاجز الخوف من التظاهر ضد العهدة الرابعة بعد اعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه للرئاسيات على لسانه، تتحكم فيها أطراف خارجية تسعى لزعزعة استقرار الوطن، وأنه على هذه الحركة التي تريد استغلال الحرس البلدي للتظاهر ضد العهدة الرابعة من خلال الاستجابة لكل مطالبهم، لتكون بذلك الحكومة قد قدمت تنازلا من أجل شراء السلم الاجتماعي. وصف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني في تصريحاته لوسائل الاعلام معارضي ترشح بوتفليقة للرئاسيات ب"الفاشلين" الذين يبحثون عن" الحجج الواهية" للهروب من الصندوق، عن طريق الادعاء بأن نتائج الانتخابات الرئاسية محسومة لصالح الرئيس بوتفليقة، واعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن المدعين بأن الرئيس بوتفليقة عاجز وغير قادر على تسيير شؤون البلاد لإدراكهم أنهم سيفشلون أمام هذا المرشح الذي لا يحتاج إلى ان يتكلم بما أن الانجازات التي قام بها الكفيلة بذلك وتغنيه عن الحملة الانتخابية ، وانتقدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، بعد إيداعها ملف الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة مبادرة الناشطين الرافضين لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة واصفة إياها بالانحراف الخطير في التعبير عن الرأي. ولم يخرج رئيس حزب تجمع امل الجزائر، عمر غول عن سرب المغردين لترشح بوتفليقة حيث اتهم المعارضين الرافضين للعهدة الرابعة بدفع الجزائر إلى الانزلاق والتآمر عليها خدمة لأجندات أجنبية، وقال إنه لا تسامح مع الذين يهددون استقرار الجزائر، بينما اعتبر رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني الدعوة للتظاهرة ضد العهدة الرابعة فعلا ضد الديمقراطية. موازاة مع ذلك، اتسعت رقعة الاحتجاجات المناوئة للعهد الرابعة بعد خروج أفراد حركة "بركات" للتظاهر بالعاصمة والتي قوبلت بالقمع من قبل أعوان الأمن ، وتسجيل احتجاجات اخرى في عدد من الولايات على غرار تيزي وزو، إلى جانب قرار أعوان الحرس البلدي الخروج في وقفات احتجاجية عبر العديد من ولايات الوطن على غرار تيزي وزو، البويرة، بجاية، جيجل، إضافة إلى ولاية بسكرة، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، ولم تكتف التنسيقية الوطنية للحرس البلدي بذلك بل قررت تنظيم مسيرة وطنية يوم 19 مارس المقبل، هذا الحراك تعزز بمشاركة عدد من الأحزاب السياسية التي فضلت مقاطعة الانتخابات الرئاسية والانضمام إلى الداعين للحركة الاحتجاجية بعد ان قررت تنظيم وقفة مناهضة للعهدة الرابعة يوم الثلاثاء المقبل.