تحاول بعض الشخصيات السياسية المغربية من أحزاب وقيادات في الحكومة أن تنقل مركز أزمة المناضلة أميناتو حيدر، التي تدخل في إضرابها عن الطعام بمطار لنتثاروتي الإسباني، أسبوعها الثالث إلى الجانب الجزائري ومسؤوليته في هذه الأزمة··· وذلك عبر تصريحات لبعض الشخصيات المغربية التي زارت مؤخرا العاصمة مدريد لتأكيد رفض المغرب التعاون في حل هذه الأزمة التي قد تقود حيدر إلى الموت، حسب تقارير طبية· وكرد فعل سريع من جانب وزير الشؤون الخارجية الإسباني ميغال أنخيل موراتينوس لتطويق هذه التصريحات، وما نشرته بعض الصحف الإسبانية وعلى رأسها الباييس ولرثون، إتصل موراتينوس بوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، ليؤكد له صلابة العلاقات الدبلوماسية بين مدريدوالجزائر وعدم وجود أية أزمة· وفي بيان وزارة الخارجية الإسبانية، الذي تسلمت ''الجزائر نيوز'' نسخة منه، جاء فيه بأن موراتينوس اتصل هاتفيا بمدلسي، وأعرب له بأن العلاقات الجزائرية الإسبانية لا تمر بأزمة، كما أشاعته بعض وسائل الإعلام على خلفيات أزمة حيدر بل بالعكس الجزائر أثبتت تعاونها البناء في مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية· وفند بيان وزارة الخارجية الإسبانية كل الأخبار التي نقلتها بعض وسائل الإعلام نقلا عن مصادر مسؤولة بأن هناك توتر في العلاقات الإسبانية - الجزائرية على خلفيات الأزمة الناشطة في حقوق الإنسان أميناتو حيدر· وكان مستشار الملك شيخ بيدله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي، الذي ينحدر من أصول صحراوية قد زار مدريد خلال الفترة الأخيرة كرسول للملك محمد السادس، واتهم في تصريحات نقلتها صحيفة ''الموندو'' الإسبانية الجزائر والبوليساريو بتنظيم إضراب حيدر، ووصف هذا المسؤول المنحدر من أصول صحراوية بدون تردد ولا دبلوماسية أزمة أميناتو حيدر بمخطط شيطاني نظمته الجزائر والبوليساريو، وأضاف في تصريحه التهجمي بأن أجهزة المخابرات الجزائرية رتبت أزمة حيدر· ولم يتأخر رد الجزائر عبر الصادق بوقطاية، رئيس اللجنة الجزائرية لدعم القضية الصحراوية، خلال لقائه مع حيدر بمطار لنثاروتي، حيث قال بوقطاية بأن ما ذكره المستشار المغربي مغلط للرأي العام الدولي، وأضاف بأنه منذ 32 عاما وهو يصرح بذلك، وأكد رئيس اللجنة الجزائرية لدعم القضية الصحراوية التي تعتبر منظمة غير حكومية بأنه يدعم البوليساريو لأسباب إنسانية وحل النزاع يمر عبر الشرعية الدولية واحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره لا غير· وعلى جانب آخر، نقلت صحيفة الباييس المقربة من الحكومة عن مصادر بأن حكومة الحزب الاشتراكي الإسباني أمامها تعقيدات للتنسيق بين الجانب الجزائري في إطار أزمة حيدر، وذلك بسبب الأزمة الدبلوماسية والعلاقات المتوترة عقب ما سمي بأزمة الغاز· كما أن إسبانيا تعول على تعاون الجزائر في تقصي أثر الرهائن الإسبان الثلاثة المختطفين بموريتانيا منذ أسبوعين· كل هذه التصريحات والتهجمات الصحفية من بعض وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية في محاولة نقل أزمة حيدر الدائرة بين مدريد والرباط إلى الجانب الجزائري، كان سببا في التحرك السريع لوزير الخارجية الإسباني ميجال أنخل موراتينوس ليتصل بمدلسي من أجل استبعاد أي موقف رسمي إسباني في هذا الشأن وعلاقته بالجزائر التي أعربت عن موقفها الثابت في النزاع الصحراوي المغربي، والذي حله لن يمر إلا عبر قناة هيئة الأممالمتحدة واستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي· ومن جهة أخرى، ماتزال المناضلة الصحراوية أميناتو حيدر تواصل إضرابها عن الطعام بمطار لنثاروتي، وقد فشلت إلى حد الساعة مساعي الحكومة الإسبانية في إرغامها على التخلي عن إضرابها بقرار القاضي الذي زارها وأكد تمتعها بحالة جيدة ولا داعي لإرغامها عن قطع إضرابها وتحويلها إلى المستشفى· وقد شرع الوزير موراتينوس في بحث إرغام حيدر عن وقف إضرابها عبر لائحة سيناقشها مع نواب البرلمان الإسباني من أجل إنقاذ حياته المهددة، في الوقت الذي عادت فيه حيدر للتعبير عن مقاطعتها لأي متابعة طبية وامتناعها عن تناول الأدوية، وهي مصممة، كما أكدته مصادر مقربة منها ل ''الجزائر نيوز'' على مواصلة إضرابها إلى غاية انتصارها وعودتها إلى مدينة العيونالمحتلة بجانب أسرتها· وماتزال الحكومة الإسبانية تحاول إقناع الجانب المغربي بالتعاون لحل أزمة تورطت فيها مدريد في الوقت الذي تسعى الحكومة المغربية المساومة والضغط على الجانب الإسباني لإجهاض اتفاقيات الهجرة غير شرعية ومكافحة الإرهاب·