كان لقاءا مميزا·· مع فحلة من فحلات الجزائر·· نزلت إلى الملعب وعملت بشهامة حتى تنقل الخبر إلينا، نحن الذين كنا نجلس على الجمر·· رفعت راية الوطن عاليا في القاهرة والخرطوم·· شتمها أحدهم وضربها، فكانت ردة فعلها قوية جدا·· دافعت عن نفسها وردت الركلة بركلة·· وكادت قلوبنا تَركُلُ معها لولا أن الصورة قٌطعت من التلفاز·· ولقّنت الجبان ''المصري'' درسا عن حرائر الجزائر·· زغاريدها اخترقت الآذان في غرفة تغيير ملابس اللاعبين، ودوى صوت هذه المرأة كالبارود فرحا بصاروخ عنتر وزملائه·· وسيلة بعطيش·· أو كما يناديها البعض بعدة عودتها من رحلة القاهرة والخرطوم·· ''وسيلة بوحيرد'' ·· و''وسيلة نسومر''·· هي مثال المرأة الجزائرية الفحلة التي برهنت عن قوتها ووقوفها في الميدان بجانب أخيها الرجل ·· تسانده، تؤازره في السراء وفي الضراء، وحتى في ملاعب كرة القدم·· لقاؤنا لم يكن عابرا·· بل كان مفعما بالحكايا وفرحتها وفرحتي بفوز بلدنا بكل مقاييس الفوز المعنوية والأخلاقية، وطبعا الكروية· بسيطة·· عفوية·· بريئة براءة الأطفال، حينما تحدثك عن طموحها، فهي تكتفي بكلمة طيبة وقلب صادق·· قالت·· نعم ضربوني والعالم كله شاهد على ذلك، لكني لم أجعل منها قضية·· بل دافعت عن نفسي وفقط·· نحن أبناء هذا البلد نبقى دائما، رافعي الرأس نحو الأعلى·· إفترقنا ·· أخذت معي بعض الضحكات·· حفنة من الكلمات·· وقلت·· ''يرحم البطن اللي جابتك''!