انحرفت التصريحات السياسية لبعض رؤساء الأحزاب التي أفرزها الوضع أو الأزمة السياسية التي انطلقت فيها مجريات الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي المقبل، إلى مستوى شخصي "ملفت"، حيث بلغ التراشق اللفظي، أمس، حده، مع الرسالة التي رد فيها رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، على زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، التي وصفها بأوصاف "غير لائقة". في رسالة على جداره على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، رد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أمس، على تصريحات حنون التي اتهمته -حسب مصادر إعلامية- بأنه "يقود مؤسسة تابعة للمخابرات الأمريكية ويطمع في منصب وزير"، بعدما كان هو قد دعاها للتحلي بالشجاعة للكشف "عن التحالف الذي أبرمته تحت الطاولة"، لكن وريث حزب "الشيخ نحناح"، هذه المرة ذهب بعيدا في رده الذي وصف فيه لويزة حنون بأنها "رديئة وقديمة وبالية، وقليلة الاحترام لغيرك، وضعيفة الفكر وفقيرة النفس"، ناهيك عن وصفها ب "السيدة القبيحة"، كما حاول مقري تذكير لويزة -وركز على ذلك بداية من العنوان الذي وضعه لرسالته- بأحد الملتقيات التي جمعته بها بفرنسا سنة 1993، حيث يتهمها بأنها كانت تسود صورة الجزائر "جمعتني وإياك وقفة في بهو قاعة الملتقى مع مدير الملتقى ألان غراش (Alain Gresh) وكنت تحملين في يدك كأس خمر تسوّدين بحديثك صورة الجزائر للرجل". ولم يكتف رئيس حركة مجتمع السلم، بهذه الأمور، بل اتهمها بأنها مخادعة ومساومة ومزايدة على القضايا "مَن أكثر من كان يستدعي التدخل الأجنبي في زمن المأساة الوطنية هو أنت، لقد خدعت أسر المفقودين، وساومت بهم السلطات آنذاك، وانخدع بك بعض الإسلاميين ممن لم تكن عندهم تجربة أو ممن ألجأهم الوضع ووطأة الظلم إلى تصديق أي صوت ولو كان مخادعا"، مضيفا "فلما بنيت لنفسك مجالا للتحرك السياسي، وأدركت بأن ذلك هو حدك ولا تستطيعين التمدد الشعبي أكثر من ذلك غيرت خطك وانخرطت في صفوف جهات في الحكم هي أكثر من يستدعي التدخل الأجنبي بفسادهم وفشلهم وسوء تدبيرهم، بل ذهبت في المخادعة إلى درجة اتهام وزراء بالعمالة للخارج وأنت تعلمين كما يعلم كل أحد بأنهم صنيعة الرئيس وحاشيته التي تشتغلين لصالحهم". هذا وأكد مقري في رسالته للويزة، بأنه لا يعترض عليها لأنها امراة أو لأنها تختلف معه في الرأي، ف "المرأة مقامها عال في منهجنا، فكم من امرأة سمت بفكرها وخلقها ونضالها مختلف المجالات فلم يصل لمقامها كثير من الرجال، ولا أعترض عليك لأنك تخالفينني الرأي لأنني أؤمن بالحرية والديمقراطية، وحينما يسود أمثالك أتوجه للرأي العام لإقناعهم برأيي فحسب"، مضيفا أنه "لا يوجد ما يبرر تهجمك علي شخصيا فأنا لمتك لأنك بدأت الهجوم على التيار الإسلامي مجانا بالرغم من أنه لا يوجد منهم مرشح، ولم أقل عنك سوى إنه لا يصح لك أن تتهجمي على المعارضة وتشكري الرئيس المرشح، إذ لا يفعل ذلك إلا من كانت له صفقة، وحتى هذه الصفقة لم أعبها عليك غير أنني طلبت منك أن تتحملي مسؤوليتها وتظهريها لنا إن وجدت"، معتبرا أنه "رغم هذا اللوم السياسي الهادئ انفجرت أحقادك فأصبحت تهرفين بما لا تعرفين". هذا ووعد عبد الرزاق مقري، الذي يبدو أنه "استشاط غضبا" من اتهام لويزة له بأنه طامع في وزارة لم يطلها، بأنه سوف يكشف لها بعد الانتخابات ما عرض عليه "لو أردت الوزارة كما تظنين لأدركتها في سنوات خلت، عرضها علي خيار الناس ممن لا يبيعون ويشترون بالمناصب والمصالح فاعتذرت لهم بأدب لأنني لم أكن مقتنعا بالخيار السياسي مع احترامي له والتزامي به لأنه قرار مؤسسات"، متوعدا لويزة بأنه "حينما تنتهي الحملة الانتخابية سأفاجئك بما عُرض علي شخصيا هذه المرة ورفضت، ولا أؤجل ذلك إلا لكي أبعد الجانب الشخصي في النضال من أجل وطن يئن بسبب الانتخابات المهزلة".