وإلى أي حد يستطيع الأديب أن يساهم بنصيبه في تمويل وتدعيم الجوائز الأدبية؟.. تساؤل مثير للجدل واجهني اليوم قبيل تكريم صديقنا المعزز الشاعر الصحفي عياش يحياوي هذا السبت 5 أفريل 2014 ببلدته عين الخضرة بولاية المسيلة في حفل بهيج معطر بحضور كوكبة من الأدباء والمثقفين، وبعد مبادرته الحميدة منذ سنة لتأسيس جائزة أدبية جديدة بماله الخاص تحمل اسمه الرمزي. وللتعريف به نقدمه بالمختصر المفيد، فهو من مواليد1957 بعين الخضرة بولاية المسيلة، درس وتخرج من المعهد العالي لتكوين الأساتذة ببوزريعة، اشتغل صحفيا من 1984 إلى سنة 1998 بصحفنا الوطنية: الشعب، المساء، الشروق، لينتقل سنة 1999 إلى الخليج العربي كمحرر بصحيفة الخليج ثم رئيس قسمها الثقافي فمساعد مدير التحرير إلى غاية ديسمبر 2007، ليتولى بعدها مهام كبير الباحثين في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة. يحمل في حقيبة سفره مؤلفاته الشعرية والأدبية بعناوينها الموحية: تأمل في وجه الثورة، 1982، عاشق الأرض والسنبلة، 1986، إنشطارات الذي عاش سهوا، 2000، ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية، 2000، قمر الشاي، 2008، تباريح بدوي متجول، 2010، ثلاثة أجزاء من سيرة لقبش الذاتية، نهاية 2012. قبل تكريمه اليوم بمسقط رأسه، بلدته الوديعة عين الخضرة، سبق أن حظي بتكريم حاكم الشارقة ثلاث مرات، وبتكريم ولي عهد رأس الخيمة، ودائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وجهات ثقافية عديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة. .. وعندما اشتد به الحنين إلى وطنه المفدى، لم يجد من وسيلة للبوح الجميل غير البريد الإلكتروني، فكتب إلي رسالة بليغة ما زلت أحتفظ بها تعبيرا صادقا عن حنينه الكبير إلى وطنه العزيز وإلى مدينة وهران، حيث ذاق حلاوة ومرارة الكتابة سنوات الثمانينيات وبداية التسعينيات، قبل أن يشد الرحال ليستقر بالخليج العربي. وأستسمح صديقنا المكرم عياش في نقل سطور من رسالته النبيلة.. سأنتصر على غيابنا الطويل بالحدس فقط وبالنور الذي في قلبي، أنت تذكرني هذا رائع يا بلقاسم.. يا جميل القلب في ذاكرتي. أشكرك كثيرا على الملح الذي في بيتك الدافئ، أيها الرجل المكافح من أجل سمعة الأدب الجزائري.. وأعتز كثيرا بأول مقال نقدي تناول فيه كتابي عن الشاعر مفدي زكريا نشره بجريدة الشعب بتاريخ 23 جويلية 1990 تحت عنوان بارز: شاعر المغرب العربي الكبير في كتاب جديد، كما أحتفظ بكلمته البليغة التي أجاب فيها عن سؤالي المطروح عن كيفية تعامله مع لغة الإبداع، ونشرت إجابته المتميزة بملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية في العدد 449 بتاريخ 18 جانفي 1987، حيث يقول حرفيا: يحدث أن أكتب وأنا في سباق ضد الساعة مع اللغة، أجد صعوبة في مراقبة نيازكها، إنها تنهمر على ذاكرتي وأصابعي على شكل تيارات مائية متعاقبة، وعادة لا أقوم بعملية تجميل لغوي لقصائدي إلا في ما ندر.. وأعود اليوم لمصافحة صديقنا المعزز عياش يحياوي وتهنئته بمناسبة تكريمه بمسقط رأسه من طرف نخبة من الأدباء والمثقفين. مع تمنياتي الخالصة بمزيد من التوفيق والتألق.