نظم المعهد الثقافي الإسباني "سيرفانتيس"، بالجزائر، أول أمس، بقاعة محاضراته، ندوة ثقافية تحت عنوان "سيرفانتيس.. رجل بلا وجه، وكاتب بلا بيوغرافيا "، وذلك بمناسبة يوم الكتاب. الندوة الثقافية كانت غنية بالمعلومات، حيث قدم أستاذ الفيلولوجيا بجامعة مدريد الإسبانية "خوسي مانويل لوسيا"، بحثا معمقا تناول فيه العديد من الأبعاد التاريخية والثقافية في أوربا عامة واسبانيا خاصة بين سنوات 1500 إلى 1650، وبوجه خاص الكاتب "ميغويل دي سيرفانتيس"، الذي تطرق إلى أهم محطات حياته الأدبية والعوامل التي ميزت أدبه عن غيره. في حديثه عن المشهد الثقافي باسبانيا بين سنوات 1500 و1650، أشار المحاضر إلى ازدهار الموجة الثقافية وتعطش الجمهور الإسباني للأدب والمسرح، مضيفا أن اسبانيا تميزت عن غيرها من الدول الأوربية في ذلك الوقت بكون أبواب المسرح مفتوحة للعامة والخاصة من محبي فنون الركح، أما فيم يخص سيرة صاحب رائعة "دون كيشوت"، فقد أكد الأستاذ "خوسي مانويل لوسيا" أنه بالرغم من شهرة "ميغويل دي سيرفانتيس" في المجال الأدبي، إلا أن جزءا كبيرا من تاريخه يبقى مجهولا ومبهما رغم البحوث اللامتناهية، لاكتشاف مراحل ماضيه وحياته بالتفصيل. وعن مميزات أدبه، أكد أستاذ الأدب المقارن بجامعة مدريد، أن شخصيات "سيرفانتيس" الأدبية مستمدة من جزء من وجوه شخصيته المتعددة، أو من محيطه وواقعه، مضيفا أنه رغم أنها شخصيات خيالية إلا أنها ترتبط به وبالأفراد المحيطين به. كما أضاف أن مدة السجن التي قضاها بالجزائر، والتي دامت خمس سنوات، كانت من أهم عوامل تميزه الأدبي، حيث كانت تجربة مختلفة عن باقي التجارب التي خاضها بقية أدباء عصره، كما أن التنوع الثقافي والاجتماعي والديني بالجزائر في تلك الفترة ألهمت سيرفانتيس في العديد من النواحي الأدبية وروت عطشه الدائم للإبداع والتميز، ليواصل عكوفه على الكتابة حتى دقائق حياته الأخيرة. من هو خوسيه مانويل لوسيا خوسيه مانويل لوسيا أستاذ في علم اللغة المقارن، بجامعة مدريد منذ 1999، وهو منسق مع مركز سرفتيس للدراسات الجامعية منذ 2010، ويدير أيضا المنصة الأدبية "الكُتاب كومبلوتنسي"، كما يسير "أسبوع الكتاب كومبلوتنسي" بجامعة مدريد كفيلسوف. متخصص في الكتب التي تتناول الفروسية ونقد النص وأيقونية الكيشوت. ككاتب، نشر خوسيه مانويل لوسيا العديد من الكتب، منها " كتاب الساعات "، "إدانة المحب للعمل"، "قصيدة "، "الأغاني وكؤوس أخرى من الويسكي"، "يوميات"، " ترينتو"، والعديد من القصائد. له عمود أسبوعي في مجلة دي الكالا "الكراس الأحمر"، واشتغل كمدير مع فرانسيسكو بينيا، لسلسلة من القراءات الشعرية في كوميديا كورال دي الكالا. وتمت برعاية خوسيه مانويل لوسيا تنظيم عشرات المعارض، بما في ذلك برنامج "أماديس" من الإغريق ( 1508 ) "خمسمائة سنة من كتب الفروسية"، الذي انعقد في المكتبة الوطنية الإسبانية، وحاليا يشغل منصب رئيس جمعية سرفنتيس.