أشار، الكاتب وأستاذ الفلسفة خوسي لوسيا، بأنّ سرفانتيس، رجل الخيال، يظلّ اليوم كاتبا متميزا أثر في الأدب العالمي وأضاف له نوعا وطرازا أدبيا جديدا، نتيجة ثقافته الواسعة التي غاصت في الزمن ورسمت الواقع. رغم أنّه بلا وجه ولم تكن له بيوغرافيا، لكن سجلّ اعتراف الكتّاب في العالم. قال، الكاتب الإسباني وأستاذ الفلسفة بجامعة مدريد، خوسي مانويل لوسيا، في ندوة له بعنوان ”سرفنتيس” رجل بلا وجه وكاتب بلا بيوغرافيا”، نشطها أولّ، أمس، بالمعهد الثقافي الإسباني ”سرفنتيس”، بالعاصمة الجزائر، بحضور رئيسة المعهد راكيل روميرو وطلبة اللغة الاسبانية، بأنّ سرفانتيس أثرّ في الأدب وخلق فيه نوعا جديدا نال اعتراف أدباء في مختلف العالم، إلا أنّه لم يحظى بفرصة رؤيته سيما الحديثون في المجال، وما قدّم من صور عنه كان متمثلا في صورة واحدة جسدت في عدّة بورتريهات له. وأضاف خوسي بأنّ صورته الجسدية استهلمت من أعماله ونصوصه التي كتبها، والكلمات التي كتبها، منها روايته” دون كيشوت”، مؤكدا بأنّ من يقرأ هذه الرواية يعرف حياة وسيرة سيرفانتيس التي تميزت بالفقر والحرمان رغم سعيه لإيجاد حياة أفضل وبحثه عن العمل، حيث عمل في العسكرية وواصل الكتابة في شتى الأنواع الأدبية على غرار الشعر والرواية والمسرح الذي تمكن بفضله من تحقيق أموال والتغلب على حياة الفقر، من خلال العروض المسرحية المنظمة أنذاك من طرف المعاهد الثقافية، مقابل عدم تحقيق مبيعات أعماله الأدبية أرباحا، وكذا شكله ذو اللحية الفضية اللون والشاربين الطويلين وشعر رأسه الأسود، الذي يبقى راسخا في الأذهان، وأشار المتحدث خوسي بأنّ سرفانتيس بالرغم من التعثرات والواقع الصعب قد تمكن من تحقيق صدى عالمي نال اعتراف الجميع. فلم تشكلّ انعدام صورته عدا تلك التي جسدها لوب دوفيغا سنة 1598 وتلتها لوحات أخرى رسمت وجهه، مانعا لأن يشتهر لأنّه حسبه قدّم إجابات عن مواضيع مهمة شتى تبقى مرجعا للكثيرين اليوم العاملين في الحقل الأدبي. تجدر الإشارة أنّ ميشيل دي سرفانتيس المولود في قرطبة عام 1547، أنّه نشر عام 1605م الجزء الأول من روايته الشهيرة ”دون كيشوت دي لامانتشا”، والتي تلفظ أحيانا ”دون كيخوتة”. أمّا الجزء الثاني فلم يظهر إلا في عام 1615م، وهو من أروع الكتب في الأدب العالمي وكثيراً ما يقارن في حياته الواقعية ببطله الخيالي. قضى معظم حياته في العصر الذهبي في إسبانيا عندما كانت سفنها غنية ويتكلم المثقفون لغتها وأدبها معروف في أنحاء أوروبا لكنه لم يذق طعم الازدهار والرخاء وتوفي في 23 أفريل سنة 1616م، مات فقيراً معدماً ولم يتذوق طعم الشهرة التي نالها بعدئذ. ويعدّ خوسي مانويل لوسيا، الذي يشغل حاليا منصب رئيس جمعية سرفانتس، أستاذ في علم اللغة المقارن بجامعة مدريد منذ 1999، وهو منسق مع مركز سرفانتس للدراسات الجامعية منذ 2010، ويدير أيضا المنصة الأدبية ”الكُتاب كومبلوتنسي” ويسير ”أسبوع الكتاب كومبلوتنسي”، بجامعة مدريد كفيلسوف. وهو متخصص في الكتب التي تتناول الفروسية ونقد النص وأيقونية الكيشوت، ككاتب. نشر خوسيه عديد الكتب، منها ”كتاب الساعات”،”إدانة المحب للعمل”،”قصيدة”،”الأغاني وكؤوس أخرى من الويسكي”، ”يوميات”، ”ترينتو”، والعديد من القصائد. له عمود أسبوعي في مجلة دي الكالا ”الكراس الأحمر”، وكان مديرا مع فرانسيسكو بينيا، لسلسلة من القراءات الشعرية في كوميديا كورال دي الكالا، وتم بإشرافه تنظيم عشرات المعارض، بما في ذلك برنامج ”أماديس”، ”من الإغريق”، ”خمسمائة سنة من كتب الفروسية” الذي انعقد في المكتبة الوطنية الإسبانية.