نفى، علي بن فليس، المترشح لرئاسيات غدٍ الخميس، أن يكون هناك أي تنسيق أو تشاور سياسي بينه وبين الرئيس السابق اليامين زروال بخصوص الانتخابات الجارية أحداثها، مضيفا أن ما يجمعه بالرجل علاقة ودية واحترام كبير وأنه لم يفتح في "أي يوم معه موضوع الرئاسيات". كما أكد بن فليس على تواجده في الساحة السياسية بعد 17 أفريل مهما كانت النتائج. فنّد المرشح لرئاسيات 2014، علي بن فليس، أمس، خلال ندوة صحفية، عقدها بمقر مداومته، لتقييم مسار حملته الانتخابية، كل الأخبار التي دارت حول وجود تقارب أو محادثات بينه وبين الرئيس اليمين زروال، وإمكانية دعم الأخير له، مؤكدا على علاقة الود والاحترام التي تجمعهما، مضيفا أنهما لم يتطرّقا يوما خلال الزيارات أو المكالمات الودية التي تتم في إطار اجتماعي كالأعياد وغيرها إلى موضوع الرئاسيات أبدا، وقال بن فليس في الإطار ذاته "إن الرئيس اليمين زروال مثال يُعتَّد به، ويبقى رئيسا لكل جزائري"، وبهذه الكلمات التي يترك بها الرجل حرا في خياره، يكون المترشح قد قطع الطريق أمام من حاولوا استغلال هذا الموضوع سياسيا أو تحميله تأويلات جهوية في إطار معين. من جهة أخرى، انتقد المرشح علي بن فليس، تصريحات منافسه، الرئيس المترشح لعهدة رابعة عبد العزيز بوتفليقة، أثناء زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارجالو، الأخيرة، قائلا: "ندين لها بأقوى عبارات التنديد عندما ظن مرشح أن بالإمكان الشكوى من مرشح آخر -وهو محدثكم- أمام مسؤول أجنبي؟"، معتبرا ذلك تجاوزا للخصوصية الجزائرية "نؤكد كلنا على أن تبقى مسألة انتخاب الرئيس حصرا ما بين الجزائريين أنفسهم"، لأنها مسألة، حسب تصريحاته "لا تملك فيها القوى الخارجية أي دخل على الإطلاق". كما تطرق المترشح في إطار الانتخابات الرئاسيات دائما، إلى العديد من النقاط التي كانت محورا أساسيا في معظم خطابات حملته الانتخابية، وأهمها عدم سكوته عن أي تجاوزات أو تزوير، مؤكدا على رفضه التام للعنف وتواجده الأكيد على الساحة السياسية بعد 17 أفريل "لن أكون وحيدا، سأكون مع أنصاري، وهم اليوم بالملايين، لأقول أنا هو الاستقرار"، مشيرا إلى أنه في كل الأحوال سيكون حاضرا لأن هناك الكثير من الأحزاب تدعمه، إلى جانب وجود قوى سياسية أخرى يستطيع التنسيق معها. ولم يغفل المترشح أثناء لقائه التقييمي التطرق إلى الكثير من تصريحاته التي تداولتها بعض وسائل الإعلام العمومية والخاصة منها، مؤكدا أن بعضها تم تأويله بشكل خاطىء و"أخرج من سياقه"، كما حدث مع "النداء الموجه إلى الإدارة الجزائرية وإطاراتها المكلفين بتنظيم الانتخابات الرئاسية". هذا وفي تقييمه للحملة الانتخابية مع كل ما شابها من تصريحات سياسية للمترشح ولغيره من المنافسين، بدا بن فليس الذي زار كل ولايات الوطن، على مدار ثلاثة أسابيع قطع فيها 6700 كلم و100 ساعة من الطيران، راضيا عن حملته، مؤكدا أنه حرص خلالها على "تقديم بديل حقيقي للجزائريين عبر مشروع يتضمن كل آمالهم"، وأنهم أظهروا له "بقوة وحماس أنه -الشعب الجزائري- ينتظر مني أن أعي الاعتبار للأخلاق عند تسيير الشؤون العامة وأن أستعيد الشرعية كمحرك لأداء الدولة ومؤسساتها"، واعدا هؤلاء الجزائريين بفتح النقاش السياسي والتاريخ أمام الجميع بشكل "لا يمس بماضي الجزائر ولكن يجعل من الدولة تعترف بأخطائها".