ذكرت مصادر "البلاد" في ولاية باتنة أن العشرات من المواطنين تظاهروا تنديدا بتصريحات عبد المالك سلال الوزير الأول السابق ومدير حملة الرئيس بوتفليقة، والتي نقلتها إحدى القنوات الخاصة أول أمس وهو يستقبل ممثلا لمداومة الرئيس في ولاية باتنة حيث وصف الشاوية بكلام اعتبرته الكثير من الأطرالف مسيئا بحقهم رغم سعي سلال لنفيه واعتبار القضية "سعي أطراف لتحريفه وتأويله". وحسب ذات المصادر دائما فإن المظاهرة الاحتجاجية تمركزت في وسط مدينة باتنة، لتتجه بعدها الى منزل رئيس الجمهورية السابق اليمين زروال، لمطالبته بالرد على تصريحات سلال، ليخرج إليهم زروال داعيا الجميع الى التعقل وعدم إعطاء الموضوع أكثر ما يستحق، وعدم جعله مادة تستغل لتفريق بين أبناء الشعب الواحد. وذكرت المصادر أيضا أن زروال رفض الرد المباشر على سلال، الذي كان سيعطي للقضية أبعاد أخرى، تفاداها الرئيس السابق، الذي استعمل لغة الصمت التي لطالما اعتمدها في السنوات ال15 الماضية بعد استقالته من على رئاسته من منصب الرئاسة، ولم يظهر إلا في حالات نادرة كتلك التي اعتذر فيها عن الترشح لرئاسة الجمهورية. ويظهر من موقف زروال الذي آثر التعقل على التصريحات الساخنة، أنه لم يرد أن يستغل هذه القضية من أجل العودة الى الساحة من جديد وتفضيله تهدئة النفوس على جعل تصريحات سلال بداية أزمة في الولايات التي يتمركز بها الشاوية. وجاء رد زروال "الصامت" والساعي للتهدئة أكثر معنى من أي بيان صادر لأنه سيكون له مفعول في إعلاء صوت الحكمة والعقل بعيدا عن اللغة الحماسية التي قد يكون لها مفعول سلبي على سير الأحداث في هذه الفترة الحساسة قبيل انطلاق الحملة الانتخابية، وحتى تتجنب البلاد الدخول في سجالات جهوية وعرقية هي في غنى عنها بالنظر إلى ما يحدث في غرادية من فتنة بين الإخوة. وجاء رد زروال مختلفا عن بعض السياسيين خاصة المترشحين للرئاسيات وعلى رأسهم ابن باتنة علي بن فليس الذي ربط بين تصريحات سلال مدير حملة منافسه نحو قصر المرادية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبين شخصه حيث ورد في بيان صادر عن مديرية حملته "يدعو المترشح علي بن فليس الى التعقل واحترام القيم المقدسة للشعب الجزائري التي لا يمكن أن تكون حجة أو محل استغلال في الحملة الانتخابية ولا أن تكون موجهة ضد متنافسين معينين في هذا الاستحقاق الذي لا يجب أن يخرج عن إطاره السياسي". ولعل زروال استغل خروجه من الرئاسيات وابتعاده عن جوها من أجل الخروج بموقف أكثر تعقلا وحكمة والبعد عن كل ما من شأنه إضافة إلى عوامل فرقة وشرخ بين الجزائريين، وجعل "سقطة سلال" تمر بسلام على وحدة البلاد.