كشفت تقارير صحفية روسية، أمس، أن دولا أوربية، على رأسها بولونيا وإسبانيا، تبحث عن حلول لتخليص الاتحاد الأوربي من التبعية للغاز الروسي، وقد تكون الجزائر جزءا من هذا الحل، حسب ما نقله موقع "كل شيء عن الجزائر"، عن صحيفة "نازافيسيمايا غازيتا" الروسية. واقترح رئيس الوزراء البولندي، دونالد توشك، إنشاء اتحاد غازي بين دول الاتحاد الأوربي، قائلا "يجب على أوربا أن تتخلص من الهيمنة الروسية، عن طريق خلق تنظيم أوربي مشترك لشراء الغاز"، مستشهدا بمثال وكالة "أوراتوم" المكلفة بشراء اليورانيوم للاتحاد الأوربي. من جهتها، اقترحت السلطات الإسبانية على الاتحاد الأوربي استبدال الغاز الروسي بالغاز الجزائري، "الذي تستهلكه منذ سنوات عديدة"، حسبما نقله الموقع الإخباري الجزائري عن الصحيفة الروسية، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسباني، مانويل راخوي، في قمة الاتحاد الأوربي، شهر مارس الماضي، أن بلاده "تود المساهمة في حل مشكلة الغاز"، وهو ما ترجمته زيارة وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو، مؤخرا، إلى الجزائر، لطرح المسألة على نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، حسب ما ذكّرت به الصحيفة الروسية، حيث، وفق تصريح الوزير الإسباني، حينها، فإن "الجزائر يمكنها أن تزود أوربا بما بين 50 و60 مليار متر مكعب من الغاز عن طريق إسبانيا". وتشكل الأزمة الأوكرانية، إثر الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في 22 فيفري الماضي، ثم إعلان انفصال شبه الجزيرة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا، عقب استفتاء 16 مارس، السبب الرئيسي لاهتمام دول الاتحاد الأوربي بإيجاد بديل عن الغاز الروسي، خاصة بعد العقوبات الأوربية والأمريكية ضد روسيا، واحتمال أن يؤثر ذلك على صادرات الغاز الروسية إلى أوربا، كرد فعل روسي على تلك العقوبات، حيث تلبي روسيا 30% من حاجيات أوربا من الغاز الطبيعي، مما يترجم التبعية الأوربية للغاز الروسي، وبالتالي البحث عن البديل للتخلص من تلك التبعية، وهو ما يفسره تصريح رئيس شركة "Gas Natural Fenosa" الإسبانية، سلفادور غابارو سيرا، أنه "بفضل الأزمة الأوكرانية، يمكن لإسبانيا أن تصبح بوابة الغاز لأوربا"، حيث "تمت الخطوة الأساسية، في هذا السياق، بموافقة الجزائر على زيادة صادراتها من الغاز، ووجود شبكة من أنابيب الغاز في التراب الاسباني، ولم يبق حسب الصحيفة الروسية - سوى حل بعض المسائل التقنية". وفي نفس السياق، فإن أحد المشاكل الأساسية، حسب الخبراء، يتمثل في غياب الإمكانيات الكافية لنقل الغاز الجزائري من إسبانيا إلى دول أوربية أخرى، حسب ما نقله موقع "كل شيء عن الجزائر"، أمس، فإذا كانت البنى التحتية التي تربط بين شمال إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية ملائمة لنقل الغاز بين الطرفين، فإن نقله إلى فرنسا، أقرب الدول الأوربية إلى إسبانيا، يبقى محدودا، بسبب وجود أنبوب وحيد وبقدرة ضعيفة. كما أن تنفيذ هذه المبادرة يتطلب إقامة شبكة أنابيب غاز جديدة، الأمر الذي يكلف استثمار الملايير من اليورو، وهو ما لا تستطيع إسبانيا القيام به حاليا، بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بها. هذا ولن تستطيع دول الاتحاد الأوربي إنجاز هذا المشروع إلا عن طريق العمل معا، وهو ما ترجو إسبانيا الحصول على رد بشأن اقتراحها، خلال القمة المقبلة للاتحاد الأوربي، المقررة ببروكسل يومي 26 و27 جوان المقبل، حيث سيتم التطرق فيها إلى الاستراتيجية الطاقوية الأوربية على المدى البعيد، بناء على الاقتراح الذي تقدم به مفوض الطاقة الأوربي "غوتنر أوتينغر". ومن جهة أخرى، فإن الجزائر تواجه، في السنوات الأخيرة، تراجعا في صادراتها من المحروقات، مقابل زيادة استهلاكها الداخلي للغاز، كل سنة، بنسبة 12%، وبالتالي انخفاض قدرتها على تصدير المزيد من الغاز إلى أوربا.