انطلقت فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الدولي في نسخته ال67 هذا العام، البارحة، في دورة تشهد عودة عدد بارز من أهم صناع السينما العالمية الذين فازوا بالسعفة الذهبية (أعلى جائزة تمنح لفيلم في مهرجان كان) من قبل. وتشهد هذه النسخة من المهرجان الدولي حضوراً تركياً مميزاً، حيث تشارك من خلال فيلم "نعاس الشتاء"، للمخرج الشهير نوري بيلجي جيلان، الذي فاز بالعديد من الجوائز المحلية والعالمية. كما تشهد حضوراً عربياً في المسابقة الرسمية، من خلال مشاركة المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيسكو الذي سيعرض له فيلم "تمبكتو". فيما يُعرض خارج المسابقة، ضمن العروض الخاصة، الفيلم السوري (ماء الفضة) للمخرج أسامة محمد. ويشارك، على هامش المهرجان، الفيلم المصري "ما وقع بعد افتتاح مرحاض عمومي عند الكيلومتر 375"، مدة العرض 18 دقيقة من إخراج عمر الزهيري، وهو من إنتاج المعهد العالي للسينما في مصر التابع لأكاديمية الفنون. وفيلم قصير (المجني عليها) لمخرجه صفوان ناصر الدين ويدور الفيلم حول ظاهرة التحرش. وحاول ناصر الدين إيصال رسالة فيلمه (المجني عليها) إلى المستويين الإقليمي والعالمي بتصوير نسختين باللغتين العربية والإنجليزية. ويعتمد على الخيال والرمزية، حيث اختار تصويره في موقع صحراوي من مشهد واحد تتعرض فيه المجني عليها للتحرش على أيدي عشرات الأشخاص. وأضاف ناصر الدين أنه اختار اللون الأزرق للصورة الترويجية للفيلم ليرمز إلى "برودة المجتمع في التعامل مع قضية التحرش". كما يعرض الفيلم التونسي الساخر (شلاط تونس) للمخرجة كوثر بن هنية.وفي حفل الافتتاح عرض الفيلم "غريس دو موناكو"، للمخرج الفرنسي أوليفييه داهان، الذي يتناول جوانب من سيرة حياة أميرة موناكو الراحلة، الأميرة غريس، وتؤدي فيه الأميركية نيكول كيدمان دور البطولة. وكان قصر الحكم في إمارة موناكو قد أصدر بياناً أنكر خلاله أي علاقة لحياة أميرة موناكو بتفاصيل الفيلم، كما رفض الأمير ألبرت أمير موناكو، وابن الأميرة غريس، حضور الافتتاح. وتتضمن المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام 18 فيلماً طويلاً لأشهر السينمائيين العالميين، على جائزة السعفة الذهبية للدورة ال67 من المهرجان، الذي تمتد فعالياته في الفترة من 14 إلى 25 ماي الجاري، منها خمسة أفلام فرنسية، من بينهم فائزين سابقين بالجائزة الكبرى للمهرجان حيث يعود المخرج الفرنسي جان لوك غودار(83 عاما)، وهو من أبرز مخرجي الموجة الجديدة التي ظهرت بعد ثورة الطلبة في فرنسا عام 1968، وسيقدم فيلماً طويلاً استغرق تصويره عامين ويحمل عنوان "وداعاً للغة". كما يعود المخرج البريطاني كين لوش الفائز بالسعفة عن فيلم "الريح التي تهز حقل الشعير"، ومايك لي الذي فاز بالسعفة الذهبية من قبل عن فيلم "أكاذيب حقيقية". ويشارك المخرج الفرنسي برتران بونيلو بفيلم "سان لوران"، ويؤدي فيه الممثل غاسبار أوليال دور مصمم الأزياء الشهير إيف سان لوران، في حين يلعب جيريمي رينييه دور بيار بيرجيه ممول وصديق المصمم الكبير. وكذلك فيلم "البحث" للفرنسي ميشال هازانافيسيوس الذي حصل على جائزة الأوسكار عن فيلم "الفنان". وفي هذا الفيلم يدير هازانافيسيوس مرة أخرى زوجته بيرينيس بيجو في دور موظفة في منظمة غير حكومية تعتني بطفل شيشاني أثناء الحرب مع روسيا، إضافة إلى الممثلة الأميركية آنيت بينينغ، كما اختار المنظمون فيلم المخرج أوليفيه آساياس "سيلس ماريا" بطولة النجمة الفرنسية جولييت بينوش وكريستن ستيورت وكلوي موريتس. وتشارك امرأتان في السباق على نيل "السعفة الذهبية" وهما الإيطالية أليس رورفاشر بفيلم "العجائب"، واليابانية ناومي كاوازي بفيلم "نافذتان". ولجنة تحكيم المهرجان هذا العام ذات أغلبية نسائية وترأسها المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون المرأة الوحيدة التي فازت بالسعفة الذهبية عام 1993 عن فيلمها The Piano. وينافس 20 فيلما آخرون في مسابقة نظرة خاصة إلى جانب عشرات الأفلام الأخرى التي تعرض في فعاليات يشهدها المهرجان مثل أسبوع النقاد وأسبوعي المخرجين وغيرهما. وينهي رئيس المهرجان جيل جاكوب، (83 عاماً) رئاسته لمهرجان "كان" في الدورة الحالية بعد 14 عاماً استطاع خلالها أن يحافظ على صورة المهرجان في العالم بل ويسهم في تطويره. وجوه: سيد علي كويرات: اسم يؤرخ السينما الجزائرية سيد علي كويرات من الأسماء الفنية اللامعة التي سطع نجمها في سماء المسرح والسينما الجزائرية ولد في 07 سبتمبر 1933 بالجزائر العاصمة. سنة 1950 التحق بالمسرح الوطني الجزائري ليبدأ التمثيل إلى جانب فنانين كبار أمثال مصطفى كاتب ومحي الدين بشطارزي وغيرهم، سنة 1963 تألق مع أول فيلم له مقتبس من مسرحية "أبناء القصبة" مع المخرج "مصطفى بديع"... أنتج سيد علي كويرات العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية فتحصل إثرها على العديد من الجوائز الوطنية والأجنبية وعلى رأسها جائزة "السعفة الذهبية" التي حصدها عن إنتاجه لفيلم "وقائع سنوات الجمر" الذي دخل باب المنافسة الدولية في "مهرجان كان الدولي" وكذا حصوله على جائزة الفنك الذهبي لأحسن أداء رجالي على أحد أعماله المنجزة حديثا ولهذا يمكن لنا اعتباره عميد الممثلين الجزائريين وضمن قائمة الأفلام التي شارك بها نجد "وقائع سنوات الجمر" سنة 1974، "هروب حسان طيرو" سنة 1974، "عودة الأبن الضال" سنة 1976، "الشبكة رايحة وين" سنة 1976، "الضحايا" سنة 1982، "صحراء بلوز" سنة 1991، "المهاجر" سنة 1994، "المشتبه فيهم" سنة 2004، "خالي وتيلغراف" سنة 2007، "الأجنحة المنكسرة " سنة 2009. مقتطفات سينمائية: العرض الأول لفيلم التحريك الجديد .. "بوستمان بات" في لندن شهد أمس العرض الأول لفيلم التحريك الجديد "بوستمان بات" أو "ساعي البريد بات"، في "الأوديون ويست أند" في العاصمة البريطانية لندن، بحضور صنّاعه والممثلين الذين منحوا أصواتهم لأبطاله، في طليعتهم الممثل ستيفن مانغان الذي أدى دور بات، والمغنّي رونان كيتن الذي غنّى نيابة عن بات، وروبرت غرينت الذي قام بدور جوش، وبيتر وودورد في دور إدوين... شخصيات شهيرة يعرفها ملايين الأطفال حول العالم، ويذكرها الكبار الذين تابعوا في طفولتهم مواسم المسلسل البريطاني الشهير "بوستمان بات"، الذي بدأ عرضه عام 1981 على بي بي سي وان، واستمرّ حتى اليوم في إنتاج حلقات جديدة حافظت على الجمهور الذي طالما توجّهت له، وهم أطفال ما قبل المدرسة. تجري أحداث الفيلم في وادي "غرين دايل"، المستوحى من وادي "لونغسلي ديل" البريطاني، الذي يضطر بات إلى مغادرته للمشاركة في مسابقة شهيرة للهواة وإثبات موهبته في الغناء، ما سيستتبع وصول 3000 ساعي بريد آلي للقيام بمهامه، وهي ستسبب مشكلة كبيرة تتطلب عودة بات في أسرع وقت لحلّها، وإنقاذ الوادي من الروبوتات العدائية والفوضوية. تنطلق عروض الفيلم التجارية في 23 ماي الجاري، بعد أن تمّ تأجيله سنة كاملة لأسباب تقنية. فيلم عن مسلمي البوسنة يستعد الممثل التركي "كينان أميرزالي أوغلو" لبطولة فيلم تركي سينمائي جديد، يحكي قصه المسلمين في البوسنة الذين تعرضوا للإبادة الجماعية على أيدي الصربيين فى الفترة بين 1991 و1995، وذلك أثناء الحرب الاهلية التي شهدتها يوغوسلافيا ووصل عدد الضحايا من مسملي البوسنة وقتها إلى ثمانية آلاف شخص. ويقوم الآن طاقم العمل ببناء الديكور الخاص بالفيلم فى عاصمه البوسنة والهرسك "سراي بوسنا" ومن المقرر بدء تصوير الفيلم في الشهر القادم على أن ينتهي التصوير آخر هذا الصيف والفيلم من أخراج عثمان سيناف. عائلة "فلينستون" إلى الشاشة مجدداً تعود عائلة فلينستون إلى شاشة السينما في فيلم كرتوني جديد من إنتاج الممثل الكوميدي، ويلي فيريل. وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن فيريل وشريكه في الإنتاج، آدم ماكي، سينتجان الفيلم الكرتوني على أن تتم كتابة النص في الشركة التي يملكانها. وسبق أن قدم فيلم "فلينستون"، حول عائلة عاشت ما قبل التاريخ، لمرتين في السابق عاميّ 1994 و2000، لكن ليس على شكل رسوم متحركة. انطلاق برنامج آفاق السينما العربية كبرنامج مواز لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 36، أعلنت نقابة المهن السينمائية عن فتح باب القبول للأفلام المرشحة لبرنامج آفاق السينما العربية الذي تنظمه بالتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ويشرف عليه الكاتب سيد فؤاد والناقد شريف عوض. حيث تم فتح باب قبول الأفلام في 1 مارس 2014 ويستمر حتى 9 سبتمبر 2014، وينطبق على الأفلام الشروط التالية: 1- أن يكون الفيلم من إنتاج عام 2013 أو عام 2014، وتزيد مدة عرضه عن 60 دقيقة. 2- ألا يكون الفيلم قد عرض في مصر. 3- ألا يكون الفيلم قد أذيع بأي من وسائل الاتصال. ويعد هذا التقليد هو الأول من نوعه في المهرجانات المصرية، حيث قرر الناقد سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن تقوم النقابة بتنظيم هذا البرنامج بعد توقيع اتفاق مع السيد مسعد فودة نقيب المهن السينمائية. وجاري تحديد لجنة التحكيم المكونة من 3 أعضاء واختيار المكرمين الثلاثة من رموز صناع السينما في العالم العربي وكذلك عروض الأفلام على هامش المسابقة وإعداد كتاب عن السينما العربية بين عامي 2013 - 2014 والإعداد لحلقة بحثية عن مشاكل التمويل والتوزيع في العالم العربي. المكتبة السينمائية: "تاريخ السينما في 100 فيلم" كتاب سينمائي جديد للزميل إبراهيم العريس: "تاريخ السينما في 100 فيلم" صادر عن ("مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث" في البحرين، توزيع "دار العودة" في بيروت. الطبعة الأولى، 2014). يضمّ بين دفّتيه 100 مقالة قصيرة (منشورة في زاويته الشهيرة "ألف وجه لألف عام" بصحيفة "الحياة" على مدى 12 عاماً) وها أنه يجمعها الآن في كتاب موسوعي، مفضلاً أن يروي تاريخ السينما عبر موضوعه الأساس: الأفلام نفسها. تناول 100 فيلم سينمائي أجنبي اعتبرها العريس معالم أساسية في "تراث الإنسان". وفيه محاولة لاستعادة مفاتيح، أو ما يُشبه مفاتيح تاريخية مفصلية للسينما الدولية. إنه محاولة لاستعادة تاريخ من الحراك السينمائي المستمرّ في ضخّ تنويعات لا شكّ في أن بعضها، بصرف النظر عن تاريخ إنتاجه أو عمر صانعه، محفورٌ في الذاكرة الفردية، وفي صلب التاريخ الإنساني العام.