إستطاع الصالون الدولي ال 15 للسياحة والأسفار، الذي انطلقت فعالياته الخميس الماضي، بقصر المعارض، استقطاب عدد معتبر من الزوار الذين يحاولون معرفة آخر العروض المقدمة من مختلف وكالات السفر والهيئات السياحية الوطنية والأجنبية، ويبقى الجزائريون منقسمون، حسبما وقفت عليه "الجزائر نيوز" أثناء زيارتها إلى الصالون بين المفضلين لقضاء العطلة داخل الوطن، وبين الذين اختاروا السفر إلى الخارج على غرار الوجهة إلى تونس، دبي، تركيا. ذكر العديد من المواطنين الزائرين للصالون الدولي ال 15 للسياحة والأسفار بقصر المعارض، بالعاصمة، ل "الجزائر نيوز"، عن "رغبتهم في قضاء عطلتهم الصيفية بأرض الوطن نظرا لما تتمتع به الجزائر من مقومات سياحية خلابة"، مثلما أشار إليه "منير" مهندس في الميكانيك، مجيبا على سؤالنا عن مكان إمضائه للعطلة الصيفية، قائلا "قررت هذه المرة الاستجمام بإحدى الولايات الساحلية للجزائر على عكس الصيف الماضي أين قضيت شهرين كاملين بالمملكة المغربية الشقيقة"، وأضاف "حقيقة لا يوجد أي فرق بين بلادنا والبلدان الأخرى ما عدا أن البلدان التي تملك سياسة سياحية توفر للزبائن كل متطلبات الراحة من فنادق ممتازة وتوفير الأمن وكذلك التأطير وهذا ما لا نجده عندنا للأسف، وكل ما نريده هو المزيد من تقوية حس الضيافة في الهياكل السياحية الجزائرية بالرغم من أن الجزائريين معروفين بكرمهم وجودهم". واصلنا تجوالنا بين أجنحة المعرض المخصص له الجناح المركزي، وقابلنا "مراد" 30 سنة، حيث كان يشاهد ما يعرضه جناح مؤسسة التسيير السياحي لسيدي فرج، استفسرناه عن مكان إقامة عطلته الصيفية فأجاب "العطل المدرسية والمهنية على الأبواب ورغم هذا لا زلت مترددا في المكان الذي سأتجه إليه رفقة العائلة مباشرة بعد الأسبوع الأول من ترك أجواء العمل"، كاشفا في السياق ذاته "ولكن تبقى بعض مناطق الوطن أفضل وجهة مفضلة لدي منذ مدة بالرغم من السلبيات التي تكتنف قطاع السياحة في بلادنا حتى نبقى على الأقل أوفياء للقيمة الوطنية إلى غاية الارتقاء بالمنتوج المحلي على حساب المنتوج الأجنبي". من جانب آخر، عبر الكثير ممن التقيناهم في أروقة المعرض على "ضرورة نهوض الدولة بقطاع السياحة من أجل سد الفراغ في الاقتصاد الجزائري المعتمد بحصة الأسد على ريع المحروقات"، كما أوضحت سيدة كانت تتجول رفقة ابنها قائلة "أنا مستعدة لزيارة كامل مناطق بلادي من الشمال إلى الجنوب بشرط أن توفر الدولة جميع الإجراءات اللازمة لاستقبالي كمواطنة جزائرية بالإضافة إلى أنه لا بد لوكالات السياحة والأسفار الوطنية من مضاعفة الجهود خاصة من ناحية الارتقاء بنشاط الخدمات، الذي يبقى جد متدنٍ مقارنة بدول أخرى تعتبر أقل إمكانيات منا"، في حين عبر "مصطفى" أحد المهتمين بعالم السفر والرحلات عن "اهتمامه بالسياحة الداخلية بما فيها قضاء العطل داخل الوطن"، بما أن الجزائر - حسبه - تحوز على "مقومات سياحية ومناظر خلابة عز نظيرها في العالم من تبسة إلى تلمسان ومن تندوف إلى جانت"، كاشفا في سياق حديثه بأن "فريقا من الطلبة الأمريكيين متكون من 50 شخصا سيقومون بزيارة إلى واحة جانت بإيليزي الأسابيع القادمة في إطار جولة سياحية ترعاها جامعة أمريكية، وهذا دليل على أن موروث بلادنا ذو صيت عالمي وما ينقص إلا الإرادة السياسية لتطوير قطاع السياحة، مع الدور الذي لا بد للإعلام الوطني من القيام به للتحسيس وإبراز الواقع السياحي الجزائري والعمل على تسويقه داخليا وخارجيا"، ورصدت "الجزائر نيوز" أثناء زيارتها إلى الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته ال 15، حضور العديد من العائلات التي كانت تنتقل عبر أجنحة المعرض سواء العارضين الوطنيين أو الأجانب، مما يؤكد اهتمام الجزائريين بعالم السياحة الداخلية والخارجية قبل أسابيع معدودة عن بداية العطل المدرسية والمهنية. من جهة أخرى، لاحظت "الجزائر نيوز" توافد العديد من الزائرين على العارضين الأجانب، الذين بلغ عددهم 18 عارضا يمثلون 10 بلدان أجنبية، حطوا الرحال بالمعرض الدولي للسياحة والأسفار لتقديم صورة عن البلدان التي تمثلها، مثلما كان الحال مع بعض السفارات الأجنبية مثل سفارة البيرو، سفارة البرتغال، سفارة أندونيسيا والهيئة التشادية للسياحة... من جانب آخر فإن الوجهة التونسية تبدو أنها مازالت مفضلة لبعض العائلات الجزائرية نظرا للقرب الجغرافي وإعادة تحسين قطاع السياحة بعد الظروف السياسية والأمنية الصعبة، التي مرت بها تونس على امتداد ثلاث سنوات منذ اندلاع "الثورة" ضد نظام الرئيس السابق بن علي، على حساب باقي الدول الأخرى، وهذا ما لمسناه من التوافد الكبير على جناح "الخطوط التونسية"، الذي استقطب العديد من العائلات التي كانت تستفسر عن "آخر العروض المقدمة من طرف القطاع السياحي التونسي لصالح الزوار"، للإشارة، فإن الجناح عمل على إبراز بعض اللوحات الفنية من التراث الثقافي التونسي من موسيقى محلية ورقص شعبي وفن تشكيلي كالتخطيط على الورق... من جانب آخر، فإن "مؤسسة ترك إنفست" استقطبت بعض الزوار الذين تستهويهم الوجهة التركية خاصة مع الرواج السياحي الكبير، الذي أصبحت تقدمه "بلاد العثمانيين" للسياح من مختلف الدول خاصة من أرجاء العالم العربي، كما ذكر "فاتح" شاب قدم من إحدى الولايات الداخلية من أجل "الاستفسار عن آخر العروض المقدمة من طرف الوكالات السياحية الخاصة بنقل الراغبين في السفر إلى تركيا"، معلنا في سياق ذلك بأنه "يحضر للسفر إلى تركيا مباشرة بعد شهر رمضان سواء في إطار فردي أو عبر وكالة سياحية، المهم أنه سيذهب لرؤية اسطنبول، أزمير، إسبرطة وباقي المدن التركية التاريخية المشهورة"، ولا تزال بعض الوجهات العربية تستقطب الجزائريين مثلما أشار إليه موظف بوكالة "7 ساندس توريزم دبي"، قائلا "السفر إلى دبيبالإمارات العربية المتحدة ليس بالصورة التي تقدم عنه كوجهة تتطلب مصاريف خيالية وإمكانيات مادية كبيرة"، مؤكدا على أنه بإمكان أي مواطن "الحجز في فندق محترم لمدة 15 يوما بدفع قيمة مالية لا تتجاوز 10 ملايين سنتيم"، ولاحظت "الجزائر نيوز" توافد العديد من الزائرين على الوكالات الخاصة بنقل المسافرين إلى الإمارات العربية المتحدة، كما استقطبت الوكالات الخاصة بنقل الراغبين لأداء مناسك العمرة في البقاع المقدسة العديد من الزوار مثلما رصدناه في المكان عينه. إسلام كعبش كشف وكلاء السياحة المشاركين في الطبعة ال 15 للصالون الدولي للسياحة والأسفار، التي تقام ما بين ال 15 و18 ماي الجاري، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، ل "الجزائر نيوز" عن انشغالاتهم التي رفعوها لوزيرة السياحة والصناعات التقليدية، نورية يمينة زرهوني، والعوائق التي تقف أمام تطوير والنهوض بالسياحة في الجزائر. المشكلة التي نعاني منها هي غلاء أسعار تذاكر الطيران، التي تصعّب من مهمة المواطن في السياحة، بالإضافة إلى الفنادق التي ما تزال الأسعار بها مرتفعة، بالرغم من الخدمات الضعيفة التي تقدمها، عكس الدول المجاورة، كما نتمنى إنشاء صندوق للاستثمار خاص بالوكالات السياحية، يشرف عليه مختصون وخبراء في المجال، ومنح الأولوية لأصحاب الخبرة في تسيير الفنادق والمنتجعات، وليس لأصحاب المال، وعقد دورات علمية وتكوينية من أجل تصدير صورة حسنة للجزائر في الخارج، ودعم وتحفيز الوكالات، ونطالب بوضع قانون ينظم السياحة يكون القاعدة التي تنطلق منها، والحفاظ على تقاليد الهندسة المعمارية لكل منطقة. نركز على السياحة الداخلية، وتقديم برنامج سياحي متنوع، أهم المناطق المطلوبة من قبل المواطنين هي بسكرة، تلمسان، وهران، جيجل والقالة، أما في السياحة الخارجية فطلبات المواطنين تتركز على تونسوتركيا. نتمنى من الوزيرة الجديدة في قطاع السياحة، إعادة تنظيم القطاع والتسهيل في عملية التواصل بين الوزارة والوكالات السياحية، وفتح لقاءات مباشرة معها من أجل طرح القضايا التي تعاني منها السياحة، وتنظيم ندوات ودورات تكوينية لمسؤولي الوكالات السياحية. نطلب من الوزيرة تطوير السياحة الداخلية بتطوير البنية التحتية للسياحة من بناء فنادق ومنتجعات سياحية لخلق منافسة بين الوكالات، والتكوين في مجال الموارد البشرية المخصصة في تقديم الخدمات الفندقية، لأن السياحة الداخلية مكلفة جدا للمواطن الجزائري الذي يرغب في معرفة الأماكن السياحية التي تزخر بها بلاده خاصة في الجنوب، عكس ما هو متوفر في الدول المجاورة، كما نتمنى من وزارة السياحة بالتعاون مع الهيئات المختصة التسهيل في عملية تبادل العملة الصعبة بالدينار. نطلب من الوزيرة بالتنسيق مع وزارة الخارجية، العمل على تحسين صورة الجزائر من الناحية الأمنية لأنها مصنفة ضمن البلدان الغير آمنة وهذا غير صحيح، من أجل استقطاب السياح الأجانب، كما نتمنى من الوزيرة وكل المعنيين بمحاربة البيروقراطية، وتسهيل الإجراءات الإدارية للمستثمرين المختصين في مجال الفندقة، ونطلب من الوزيرة أيضا التركيز على العمل الميداني وخاصة في منطقة الصحراء من أجل عدم تضييع الخبرة التي يتمتع بها أهل الجنوب، لأن السياحة مصدر دخلهم الوحيد، كما نطلب بعقد ندوات مع الوزيرة من أجل طرح الواقع الميداني الذي تعيشه السياحة، وتدعيم المديريات الولائية التابعة لها من أجل متابعة المستثمرين وتقديم الإرشادات، كما نتمنى الإسراع والتسهيل في إجراءات منح التأشيرة للسياح الأجانب. نتمنى من وزيرة السياحة والصناعات التقليدية، أن تركز على تطوير السياحة في الجنوب، وتدعيم الوكالات وعقد اتفاقيات مع شركات الطيران، من أجل التخفيض في أسعار التذاكر لتطوير السياحة الداخلية، وتطوير البنية التحتية، وتدعيم المستثمرين لتشييد الفنادق بمختلف المناطق السياحية لخلق تنافس مما يؤدي لتخفيض الأسعار، وهذا ما سيساهم في تطوير السياحة الداخلية وزيادة عدد السياح الأجانب. بالنسبة للسياحة الداخلية معظم الزبائن يقصدون الصحراء، خاصة منطقة تاغيت والمنيعة (غرداية)، أما خارجيا فطلبات الزبائن تنحصر في تونس، المغرب ومصر.