تحدث مدير الأوركسترا الوطنية الجزائرية عبد القادر بوعزارة، والمايسترو السوري ميساك باغبوريان، والجزائري جمال غازي، فضلا عن الإيطالية فرانشيسكا رومانا دي نيكولا، في الندوة التي عقدت أمس، بالمعهد العالي للموسيقى، عن الحفل الموسيقي الذي ستحييه الفرقة اليوم، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، وتتبعه غدا الخميس بحفل في سيدي بلعباس. تدخل هذه الحفلة - حسب ما قال بوعزازة - ضمن الحفلات التي تنظمها الأوركسترا الوطنية تحت إشراف وزارة الثقافة، فرصة لاحتكاك الكفاءات والطاقات الأجنبية والعربية فيما بينها - يقول بوعزارة - وتأتي بغرض تقديم فن راقي يسعى لإزالة الشوائب العالقة بين كل الشعوب، لموسيقى هي لغة البشرية التي ليس لها حدود، فعن طريق الموسيقى نكتشف العوالم الإنسانية لنجعل من الإبداع والثقافة إطارا يظهر فكر الإنسان، كما قام بوعزازة بإعطاء صورة عن العازفة الإيطالية فرانشيسكا، المبدعة المتواضعة والهادئة. وعن الموسيقار السوري ميساك باغبوريان، الذي سيقود حفل الأوركسترا الجزائرية وسبق أن قادها عدة مرات. وأوضح بوعزازة، أن البرنامج الموسيقي للحفلة يتضمن أعمالا لموزار هي من السهل الممتنع التي تظهر بسيطة وسهلة لكنها بالنسبة للموسيقيين دقيقة وصعبة، فموزار مثل الكريستال يظهر كل ما بداخله من جمال، ويجب أن يكون مشغولا بشكل جيد. كما تحدث بوعزازة عن نشاطات الفرقة السيمفونية التي قامت بجولات ماراطونية في أنحاء الجزائر لتصل إلى 46 ولاية، وكانت الجولات بالسنوات السابقة تحمل طابعا نضاليا بكل ما للكلمة من معنى، حتى وصلنا لنعيش عصرا ذهبيا في هذا الميدان، واستطعنا أن نكون ونجمع موسيقيين محترفين. كما كشف بوعزازة عن البرنامج المستقبلي للفرقة التي ستواصل جولاتها في ولايات الوطن، وهناك حفل يوم ال 8 جوان "يوم الفنان" وأيضا السهرات الرمضانية. وفي سبتمر، ستكون الدورة السادسة للمهرجان السيمفوني الدولي، حيث أعطت 20 دولة موافقتها للمشاركة في هذا الموعد، بالإضافة إلى مواصلة الجولات خارج الوطن على غرار الصين بالشهر القادم. من جهته، أبدى الموسيقار السوري ميساك باغبوريان، سعادته بالمشاركة في الحفل، وشكره للدعوة ليكون مع زملائه الموسيقيين من مختلف جهات العالم خاصة تلك التي لها باع طويل في الميدان داخل مجموعة الأوركسترا، وأضاف أن قائد الأوركسترا إن لم يكن لديه موسيقيين متفاهمين معه سيكون العمل صعبا. علاقتنا متوطدة من زيارتي الأولى إلى الجزائر سنة 2009 للمشاركة في المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، كاشفا عن شعوره بالسعادة والغيرة ليس فقط لوجود أوركسترا في الجزائر بكوادر وطنية بعدما كانت سوريا السباقة في ذلك بل لوجود مهرجان دولي احترافي للموسيقى السيمفونية. وأضاف باغبوريان: "أعطاني بوعزازة الشرف لقيادة الفرقة الموسيقية، حيث قدمنا بأول لقاء شهرزاد لكورساكوف ومنها بدأت علاقتنا، للتواصل بين الفرقة وعازفين سوريين في عروض بولايات عديدة مثل تلمسان، وهران، سكيكدة وسيدي بلعباس. وفي تجاربنا المتواصلة بدأنا ندخل تحديات أكثر في نوع الموسيقى الذي نقدمه. وشكر العازف جمال غازي المايسترو بوعزازة الذي: "أتاح لنا أن نشارك بعزف فردي وهي فرصة لا نجدها بسهولة، خاصة هذا الكونشيرتو بالة "الجنك" وهي آلة سحرية تأخذنا مباشرة بالخيال وتنسجم مع "الفلوت" بطريقة عجيبة وبانفعال إيجابي. هذه الفرصة دعتني لأعيش لحظات ممتعة جدا في العزف وبراحة تامة قد تخيفني أحيانا فيجب ألا أكون مطمئنا لهذه الدرجة مع قدوم الحفل. محمد عبيدو المايسترو ميساك باغبودريان هو من مواليد دمشق (1973)، بدأ دراسته الموسيقية في المعهد العربي للموسيقا والتحق بالمعهد العالي للموسيقا سنة إحداثه (1990 وتخرج عام 1995 متخصصا في آلة البيانو وقيادة الأوركسترا ليعمل بعدها مدرسا لمادة التوزيع الأوركسترالي بالإضافة إلى عمله مساعدا لقائد الفرقة السيمفونية). في نطاق التحضيرات وفي عام 1995 لأول أوبرا مقدمة في سوريا بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني، دايدو واينياس، عمل قائدا مساعدا للأوركسترا. في بداية 1997 تم إيفاده إلى إيطاليا لإتمام دراسة قيادة الأوركسترا، حيث انتسب إلى معهد فلورنس الحكومي (تأليف وقيادة أوركسترا) وفي فيفري 2001 عين قائدا أساسيا لأوركسترا أماديوس السيمفونية بفلورنسه، حيث قدم حفلات عديدة في توسكانا بالإضافة إلى عمله مع أوركسترا هانس سواروسكي (ميلانو)، الأوركسترا السيمفونية لمدينة فورلي، الأوركسترا السيمفونية برونو ماديرنا، أوركسترا الأكاديمية الوطنية لبوخارست، الأوركسترا الفلهارمونية الجديدة في صوفيا وأوركسترا الباسيفيك السيمفونية (الولاياتالمتحدة الأميركية). عاد إلى دمشق في 2002 ليقود الفرقة السيمفونية الوطنية السورية. ارتبط اسمه بعدة إسطوانات مسجلة من كورال هارمونيا كانتاتا بالتعاون مع أوركسترا المعهد الحكومي لويجي كيروبيني وأوركسترا المسرح لمدينة فلورنس.ومنذ جوان 2003 يعمل قائدا للفرقة السيمفونية الوطنية السورية، حيث قدم معها العديد من الحفلات في سوريا وفي خارجها (الجزائر - لبنان - الأردن - إمارة دبي - سلطنة عُمان - إيطاليا - تركيا - البحرين).