عرف، منتوج الحمضيات بولاية البليدة، هذا الموسم، تراجعا محسوسا أدخل فلاحي المنطقة في حيرة، خاصة بعد أن انتشرت شائعة ظهور أحد الأمراض التي تفتك بالأشجار· مشاكل فلاحي البليدة لم تقتصر على أصحاب بساتين الأشجار المثمرة حيث شملت الفلاحين المتعودين على زراعة الطماطم والذين وجدوا أنفسهم في مواجهة هذه الحشرة، وهي ذبابة الطماطم أو ما يعرف ب ''حفارة الطماطم'' التي تسببت في إتلاف عدة هكتارات مما ينذر بتراجع هذا النوع من الخضروات في الأسواق· وكرد فعل على تخوفات الفلاحين واستجابة لشكاويهم، خاصة بعد أن أبدوا مخاوفهم من هلاك بعض الأشجار المثمرة، شكلت المديرية الولائية للفلاحة لجنة مختصة لتحديد أسباب ضعف مردود المحاصيل، والتي خلصت إلى طمأنة الممارسين لتربية الأشجار الحمضية بعدما تأكدت من عدم وجود أمراض خطيرة تهدد الأشجار. وحسب ما أفادت به رئيسة مصلحة حماية النباتات بمديرية الفلاحة، السيدة فائزة صحراوي، فإن الضعف المسجل هذا الموسم يعود إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمتها، الإهمال الذي طال هذه البساتين خلال العشرية السوداء جراء هجرة الفلاحين لبساتينهم حيث ظهرت آثار ذلك واضحة من خلال كمية الإنتاج ونوعيته. المتحدثة ذاتها، قالت أيضا أن عدم استخدام الوسائل التقنية للمحافظة على حياة الأشجار، وأيضا عدم استخدام الأسمدة المناسبة لهذا النوع من الحمضيات يؤثر بشكل سلبي على الأشجار. من جهة أخرى، أشارت السيدة صحراوي، إلى عدم اتصال الفلاحين بالتقنيين والجهات المختصة من أجل الإستعلام عن الأدوية المناسبة التي تستعمل قبل ظهور بعض الأمراض حيث لا تكون هذه الأدوية فعالة إلا إذا استخدمت قبل ظهور المرض، وفي الوقت المناسب، وبطريقة وقائية. وبخصوص ختر ظهور مرض غريب يهدد بساتين منطقة المتيجة، قالت المتحدثة أنها مجرد إشاعة لا أساس له من الصحة لأن شروط ظهور هذا المرض غير متوفرة، تماما، في الوقت الراهن في بلادنا، خاصة وأن الناقل الرئيسي لهذا المرض منعدم، وهو عبارة عن حشرة أكد جميع المختصين أنه لا وجود لها بالجزائر، كما أن الظروف المناخية الحالية، لا تساعد على ظهور هذا الناقل· من جهة أخرى، علمت ''الجزائر نيوز'' أن مصالح المعهد التقني لحماية النباتات ببوفاريك، وبالتنسيق مع مصالح مديرية الفلاحة بالبليدة سيشرع في تنظيم أيام تحسيسية وإعلامية لفائدة منتجي الطماطم بعد الإنتشار الواسع لذبابة الطماطم التي تسببت في إتلاف 30 هكتارا، وهو ما يهدد الموسم الفلاحي لهذا المحصول إذ لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. ومن بين الإجراءات التي تعتزم مديرية الفلاحة اللجوء إليها كخطوة أولى لتدارك الوضع، إعداد برنامج لوقاية المساحات التي لم تُصب بعد، حيث يعتمد هذا البرنامج على إطلاع الفلاحين على طرق حماية محاصيلهم، خاصة الطرق البيولوجية منها، من هذا المرض الذي يبدو أنه ظهر في العديد من الولايات المنتجة للطماطم ولم يقتصر على ولاية البليدة فقط·